غضب على ملك من الملائكة، فقطع جناحه، وألقاه في جزيرة من جزائر البحر، فبقي ما شاء اللَّه في ذلك المكان.
أقول: إنّ الملائكة معصومون، والباري لا يفعل قبيحاً؛ فكيف غضب عليه وكسر جناحه، وهو معصوم؟
فبعث اللَّه إدريس عليهم السلام، فجاء ذلك الملك إليه، فقال: يا نبيّ اللَّه، ادع اللَّه لي أن يرضى عنّي، ويردّ عليّ جناحي. قال: نعم، فدعا له إدريس عليه السلام، فرد عليه جناحه، ورضي عنه.
فقال الملك لإدريس: أ لك إلي حاجة؟ قال: نعم، اُحبّ أن ترفعني إلى السماء حتّى أنظر إلى ملك الموت، فإنّه لا عيش لي مع ذكره، فأخذه الملك على جناحه، حتّى انتهى به إلى السماء الرابعة، فإذا ملك الموت يحرّك رأسه تعجّباً، فسلم إدريس على ملك الموت، قال له: مالك تحرك رأسك؟ قال: إنّ ربّ العزّة أمرني أن أقبض روحك بين السماء الرابعة والخامسة، فقلت: يا ربّ، وكيف هذا، وغلظ السماء الرابعة مسيرة خمسمائة عام، ومن السماء الرابعة إلى السماء الثالثة مسيرة خمسمائة عام، وغلظ السماء الثالثة خمسمائة عام،من السماء الثالثة إلى السماء الثانية مسيرة خمسمائة عام، وكل سماء وما بينهما كذلك، فكيف يكون هذا؟ ثمّ قبض روحه بين السماء الرابعة والخامسة، وهو قوله: «ورَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا» » . ۱
أقول: السماوات ليست متفاوتات ۲ في السمك والعظمة، بل كلّ منها أعظم مما قبلها إلى الفلك الأعلى، وهو الأطلس.
[ ۵۹ ] قوله: «فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ»، والخلف: الرديء، والخلف: الصالح». ۳
[ ۷۲ ] قوله: «جِثِياًّ» أي: على ركبهم . ۴
[ ۷۱ ] قوله: «وإِنْ مِنْكُمْ إِلا وارِدُها كان على ربّك حتماً مقضياً» منسوخ ۵ بقوله: «إِنَّ الَّذِينَ
1.رواه البحراني في البرهان، ج ۳، ص ۷۲۲، عن تفسير القمّي. وروى الشيخ محمّد بن يعقوب الكليني في الكافي، ج ۳، ص ۲۵۷، ح ۲۶.
2.في «ب»: «متفاوتة».
3.لم يذكر المؤلّف تفسير الآيات ۶۰ - ۶۸، فراجع الأصل.
4.روى معناه البحراني في البرهان، ج ۳، ص ۷۲۷، عن تفسير القمّي.
5.في البرهان: «هي منسوخة».