وروي: «أنّ الخضر كان على مقدمة ذي القرنين [ فسار ذو القرنين إلى ناحية المغرب، فكان إذا مرّ بقرية زأر فيها كما يزأر الأسد المغضب، فتنبعث في القرية ظلمات ورعد وبرق وصواعق، تهلك من ناواه وخالفه، فلم يبلغ مغرب الشمس حتّى دان له أهل المشرق والمغرب ] ۱ حتّى دخل بلاد الظلمات، وانتهى إلى ماء الحيوان واغتسل به وشرب منه» . ۲
أقول: ما في الدنيا بلاد لا تطلع عليها الشمس أبداً، بل مواضع تتمّ الشمس ستّة أشهر طالعة، ومثلها غاربة، وهناك لا نبات ولا حيوان، إلّا بقدر.
قال: «فلمّا أخبر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله قريشاً بخبر أصحاب الكهف، وخبر الخضر وموسى،
1.ما بين المعقوفتين من الأصل.
2.رواه البحراني في البرهان، ج ۳، ص ۶۶۱، عن تفسير القمّي. وفيه: « قال أمير المؤمنين عليه السلام: «وذلك قوله عزّ وجلّ: «إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِى الارْضِ وآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَىْءٍ سَبَباً» أي: دليلاً، فقيل له: إن للَّه في أرضه عيناً يقال لها: عين الحياة، لا يشرب منها ذو روح إلّا لم يمت حتّى الصيحة، فدعا ذو القرنين الخضر عليه السلام، وكان أفضل أصحابه عنده، ودعا بثلاث مائة وستّين رجلاً، ودفع إلى كلّ واحد منهم سمكة، وقال لهم: اذهبوا إلى موضع كذا وكذا، فإن هناك ثلاثمائة وستين عيناً، فليغسل كل واحد منكم سمكته في عين غير عين صاحبه، فذهبوا يغسلون، وقعد الخضر عليه السلام يغسل، فانسابت السمكة منه في العين، وبقي الخضر عليه السلام متعجّباً مما رأى، وقال في نفسه: ما أقول لذي القرنين؟ ثمّ نزع ثيابه يطلب السمكة، فشرب من مائها، ولم يقدر على السمكة، فرجعوا إلى ذي القرنين، فأمر ذو القرنين بقبض السمك من أصحابه، فلمّا انتهوا إلى الخضر عليه السلام لم يجدوا معه شيئاً، فدعاه وقال له: ما حال السمكة؟ فأخبره الخبر. فقال له: فصنعت ماذا؟ فقال: اغتمست فيها، فجعلت أغوص وأطلبها فلم أجدها، قال: فشربت من مائها؟ قال: نعم - قال: - فطلب ذو القرنين العين فلم يجدها، فقال للخضر عليه السلام: كنت أنت صاحبها».