285
مختصر تفسير القمّي

واسألوه ۱ عن موسى حين أمره اللَّه أن يتّبع العالم ويتعلّم منه، من هو؟ وكيف تبعه؟ وما كان قصّته معه؟
واسألوه ۲ عن طائف طاف من مغرب الشمس ومطلعها حتّى بلغ سدّ يأجوج ومأجوج، من هو؟ وكيف كان قصته ؟
ثمّ أملوا عليهم أخبار هذه الثلاث مسائل، وقالوا لهم: إن أجابكم بما قد أملينا عليكم فهو صادق، وإن أخبركم بخلاف ذلك فلا تصدّقوه.
قالوا: فما المسألة الرابعة؟
قال: سلوه متى تقوم الساعة؟ فإن ادّعى علمها فهو كاذب، فإنّ قيام الساعة لا يعلمها إلّا اللَّه تبارك وتعالى.
فرجعوا إلى مكّة واجتمعوا إلى أبي طالب عليه السلام، فقالوا: يا أبا طالب إنّ ابن أخيك يزعم أنّ خبر السماء يأتيه، ونحن نسأله عن مسائل، فإنّ أجابنا عنها علمنا أنّه صادق، وإن لم يجبنا علمنا أنّه كاذب.
فقال أبو طالب: سلوه عمّا بدا لكم، فسألوه عن الثلاث مسائل.
فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: «أخبركم غداً» ولم يستثن.
فاحتبس الوحي عليه أربعين يوماً حتّى اغتمّ النبي صلى اللَّه عليه وآله، وشكّ أصحابه الذين كانوا آمنوا به، واستهزأت قريش وفرحوا، وآذوه أذىً شديداً، فحزن رسول اللَّه وأبو طالب.
ثمّ نزل جبرئيل بسورة الكهف، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: «يا جبرئيل، لقد أبطأت عنّي حتّى ظننت أنّك قد كذبتني؟»
فقال: إنّا لا ننزل إلّا بإذن اللَّه.
قال أبو عبد اللَّه عليه السلام: «إنّ أصحاب الكهف كانوا في زمن ملك جبّار عاتٍ، وكان يدعو أهل مملكته إلى عبادة الأصنام، فمن لم يجبه قتله، وكان هؤلاء قوماً مؤمنين، يعبدون اللَّه عزّ وجلّ، ووكلّ الملك بباب المدينة وكلاء، لم يدعوا أحداً يخرج حتّى يسجد للأصنام، فخرج هؤلاء بحيلة ۳ الصيد، ثمّ مرّوا براع في طريقهم، فدعوه إلى أمرهم فلم

1.في البرهان: «وسلوه».

2.في «ب» والبرهان: «بعلّة».


مختصر تفسير القمّي
284

سورة الكهف (۱۸)

[مكّيّة، وآياتها مائة وعشر]

بسم الله الرحمن الرحيم‏

[ ۱ - ۲ ] قوله: «وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجا قَيِّماً»، قال: «هذا مقدّم ومؤخّر، إنّما هو: (الحمد للَّه الذي أنزل على عبده الكتاب قيماً، ولم يجعل له عوجاً) » . ۱
[ ۶ ] قوله: «فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ» أي: جازع . ۲
[ ۸ ] قوله: «صَعِيداً جُرُزاً» أي: خراباً . ۳
[ ۹ ] قوله: «أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ»...الآيات، كان سبب نزولها: أنّ قريشاً بعثوا ثلاثة نفر إلى نجران: النضر بن الحارث بن كلدة، وعقبة بن أبي معيط، والعاص بن وائل السهمي، ليتعلّموا من اليهود والنصارى مسائل يسألونها ۴ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله، فخرجوا إلى نجران، إلى علماء اليهود، فسألوهم، فقالوا لهم: سلوه عن ثلاث مسائل، فإن أجابكم فيها على ما عندنا فهو صادق، ثمّ سلوه عن مسألة واحدة، فإن ادّعى علمها فهو كاذب.
قالوا: وما هذه المسائل؟
قالوا: سلوه عن فتية كانوا في الزمن الأوّل، فخرجوا وغابوا وناموا، وكم ۵ بقوا في نومهم حتّى انتبهوا؟ وكم كان عددهم ؟ وأيّ شي‏ء كان معهم من غيرهم، وما كان قصّتهم؟

1.رواه البحراني في البرهان، ج ۳، ص ۶۱۱، عن تفسير القمّي.

2.رواه البحراني في البرهان، ج ۳، ص ۶۱۲، عن تفسير القمّي.

3.في «ب»: «يلقونها».

4.في «ب» والبرهان: «كم بقوا».

  • نام منبع :
    مختصر تفسير القمّي
تعداد بازدید : 82110
صفحه از 611
پرینت  ارسال به