255
مختصر تفسير القمّي

فقال لها يوسف: وما حاجتك ؟
قالت: تسأل اللَّه أن يردّ عليّ شبابي.
فسأل اللَّه فردّ عليها شبابها، فتزوّجها وهي بكر ». ۱
[ ۱۰۶ ] قوله: «وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلّا وَهُم مُشْرِكُونَ». الشرك على وجوه: شرك عبادة، وشرك طاعة، وشرك رياء:
فالأوّل: كقول عيسى: «إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ» ۲.
الثاني: كقوله: «وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلّا وَهُم مُشْرِكُونَ» معناه: أنّهم يؤمنون باللَّه ويطيعون أعداءه.
والثالث: كقوله: «فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً ولا يُشْرِك بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً» ۳ أي: لا يعبد اللَّه رياءً، فيشرك بعبادة ربّه . ۴

1.رواه البحراني في البرهان، ج ۳، ص ۲۰۶ - ۲۰۷، عن تفسير القمّي. وروى معناه في علل الشرائع، ص ۵۵، ح ۱. ولم يذكر المؤلّف تفسير الآيات ۱۰۲ - ۱۰۵، فراجع الأصل.

2.المائدة (۵): ۷۲.

3.الكهف (۱۸): ۱۱۰.

4.راجع: البرهان، ج ۳، ص ۶۸۹. هذا، ولم يذكر المؤلّف تفسير الآيات ۱۱۰ - ۱۱، فراجع الأصل.


مختصر تفسير القمّي
254

قال: فأخبرني ببعضه؟
فقال: يا أبت إنّهم لمّا أدنوني من الجبّ قالوا: انزع قميصك، فقلت لهم: يا إخوتي، إتّقوا اللَّه ولا تجرّدوني، فسلّوا عليّ السكّين، وقالوا: لئن لم تنزع لنذبحنّك، فنزعت القميص، فألقوني في الجبّ عرياناً.
قال: فشهق يعقوب شهقة واُغمي عليه، فلمّا أفاق، قال: يا بني حدّثني.
فقال: يا أبت أسألك بإله إبراهيم وإسحاق ويعقوب إلّا ما أعفيتني، فأعفاه.
قال: ولمّا مات العزيز - وذلك في السنين المجدبة - إفتقرت إمرأة العزيز واحتاجت حتّى سألت الناس، فقالوا لها: ما يضرّك لو قعدت للعزيز - وكان يوسف يسمّى: العزيز - ؟ فقالت: أستحي منه لما فعلت به، فلم يزالوا بها حتّى قعدت له على الطريق، فأقبل يوسف في موكبه، فقامت إليه، وقالت: سبحان من جعل الملوك بالمعصية عبيداً، وجعل العبيد بالطاعة ملوكاً.
فوقف لها يوسف، وقال: أنت هاتيك ؟
فقالت: نعم - وكان إسمها زليخا -.
فقال لها: هل لك فىَّ؟
قالت: أنّى؟ ۱ ، بعد ما كبرت؟، أتهزأ بي؟
قال: لا ۲ .
قالت: نعم، فأمر بها فحوّلت إلى منزله، وكانت هرمة.
فقال لها يوسف: ألست فعلت بي كذا وكذا؟
فقالت: يا نبيّ اللَّه، لا تلمني، فإنّي بليت ببليّة ۳ لم يبل بها أحد.
قال: وما هي ؟
قالت: بليت بحبّك، ولم يخلق اللَّه لك في الدنيا نظيراً، وبليت بحسني ۴ بأنّه لم تكن في مصر إمرأة أجمل منّي، ولا أكثر مالاً منّي، نُزِع عنّي مالي وذهب عنّي جمالي، وبليت بزوج عنّين.

1.في «ط»: «قالت: دعني، بعد ما كبرت».

2.زاد في «ط»: «إلّا».

3.في «ب»: «بثلاث».

4.لم ترد «بحسني» في البرهان.

  • نام منبع :
    مختصر تفسير القمّي
تعداد بازدید : 82195
صفحه از 611
پرینت  ارسال به