[ ۸ - ۱۲ ] وكان يوسف من أحسن الناس وجهاً ۱ ، وكان أبوه يحبّه حبّاً شديداً ويؤثره على أولاده، فحسدوه على ذلك، وقالوا فيما بينهم ما حكاه اللَّه عزّ وجلّ: «إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ» أي: جماعة «إِنَّ أَبَانَا لَفي ضَلالٍ مُّبِينٍ» فعمدوا على قتل يوسف، فقالوا: نقتله حتّى يخلو لنا وجه أبينا. فقال لاوي: لا يجوز قتله، ولكن نغيّبه عن أبينا، ونخلو نحن به ۲ ، فقالوا - كما حكى اللَّه عزّ وجلّ - : «يَا أَبَانَا مَالَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ»...الآيات .
روي: «أنّه لمّا أدنوه من رأس الجبّ، فقالوا له: انزع قميصك، بكى، وقال: يا إخوتي، لا تجرّدوني. فسل واحد منهم عليه سكّيناً، وقال: لئن لم تنزعه لأقتلنّك. فنزعه، فدلّوه في البئر وتنحّوا عنه، فقال يوسف في الجبّ: يا إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، إرحم ضعفي وقلّة حيلتي وصغري».
[ ۱۹ ] قوله: «وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً» ۳ فقالوا: نخرجه ونبيعه ونجعله بضاعة لنا. فبلغ إخوته، فجاءوا وقالوا: هذا عبد لنا. فقالت السيّارة: فتبيعونه منّا؟ قالوا: نعم. فباعوه منهم على أن يحملوه إلى مصر.
[ ۲۰ ] قوله: «بِثَمَنٍ بَخْسٍ» قال: «الثمن الذي بيع به يوسف ثمانية عشر درهماً. وقيل: عشرون درهماً عدداً ». ۴
[ ۱۸ ] قوله: «وَجَاءُوا عَلَى قَميِصهِ بِدَمٍ كَذِبٍ» قال يعقوب: «ما كان أشفق الذئب على القميص وأشدّه على يوسف؟ حيث أكل يوسف ولم يمزّق قميصه!».
[ ۲۱ - ۲۷ ] فحملوا يوسف إلى مصر، وباعوه من عزيز مصر، فقال العزيز «لاِمْرَأَتِهِ
1.راجع: تفسير العيّاشي، ج ۲، ص ۱۷۲، ح ۱۶.
2.رواه البحراني في البرهان، ج ۳، ص ۱۶۶، عن تفسير القمّي. وراجع أيضاً تفسير العيّاشي، ج ۲، ص ۱۶۶، ح ۲.
3.في الأصل زيادة: «نزلت سيّارة من أهل مصر، فبعثوا رجلاً ليستقي لهم الماء من الجبّ، فلمّا أدلى الدلو على يوسف تشبّث بالدلو، فجرّوه، فنظروا إلى غلام من أحسن الناس وجهاً، فعدوا إلى صاحبهم».
4.رواه البحراني في البرهان، ج ۳، ص ۱۶۷، عن تفسير القمّي. وراجع أيضاً: تفسير العيّاشي، ج ۲، ص ۱۷۲، ح ۱۲ و ۱۳.