223
مختصر تفسير القمّي

الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ» إلى قوله: «التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ» إلى آخر الآية، فقال عليّ بن الحسين عليه السلام: إذا رأينا هؤلاء الذين هذه صفتهم، فالجهاد معهم أفضل من الحجّ». ۱
قوله: «السَّائِحُونَ»، هم الصائمون. ۲
[ ۱۱۴ ] قوله: «وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ»...الآية، سئل العالم عنها فقال: «ما يقول الناس فيها، والموعدة ممّن؟» قال: يقولون: إنّ الموعدة كانت من إبراهيم أن يستغفر لأبيه، فقال: «لا، بل كانت من أبي إبراهيم ألاّ يعبد الأصنام، فقال إبراهيم: ان لم تعبد الأصنام استغفرت لك، فلمّا علم أنّه لا يدع الأصنام تبرّأ منه».
أقول: إنّ كثيراً من القرّاء، قرأوا: (وعدها أباه) ۳ ، وهذا لا يتوجّه على ما ذكر. ۴
قوله: «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ» أي: دعّاء. ۵
[ ۱۲۶ ] وقوله: «أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِى كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ» أي: يمرضون.
أقول: هذا الكلام ليس على عمومه؛ فإنّ من الناس من قال: بلاء إبراهيم لا لمرض في بدنه، أو قريب ۶ ، بل فيهم من لم يمرض إلّا مرض الموت، وفيهم من يمرض بالسنة مراراً شتّى، وهو الممراض. ۷
[ ۱۲۸ ] قوله: «لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ» يعني محمّداً. ۸

1.روى نحوه في الكافي، ج ۵، ص ۲۲، ح ۱.

2.لم يذكر المؤلّف تفسير الآية ۱۱۳، فراجع الأصل.

3.راجع: معجم القراءات القرآنية، ج ۳، ص ۴۸.

4.لم يرد هذا السطر في «ب».

5.رواه البحراني في البرهان، ج ۲، ص ۸۵۹، عن تفسير القمّي. وفي تفسير العيّاشي، ج ۲، ص ۱۱۴، ح‏۱۴۷، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قلت: قوله: «إِنَّ إِبْراهِيمَ لاوَّاهٌ حَلِيمٌ»؟ قال: «الأوّاه: الدعّاء». وعن محمّد بن يعقوب في الكافي، ج ۲، ص ۳۳۷، ح ۱، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «الأوّاه: هو الدعّاء». هذا، ولم يذكر المؤلّف تفسير الآيات ۱۱۹ - ۱۲۵، فراجع الأصل.

6.كذا في «ج». و في «ب» هكذا: «قال: إنّ إبراهيم لالمرض في بدنه، أو قريب».

7.لم يذكر المؤلّف تفسير الآية ۱۲۷، فراجع الأصل.

8.في الأصل زيادة «ويقرأ: (من أَنفَسِكُم) أي: أشرفكم».


مختصر تفسير القمّي
222

يهدموه ويحرقوه، ففعلوا ذلك. ۱
[ ۸۰ ] [قوله: «اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَتَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ». قال علي بن إبراهيم: إنّها نزلت‏] ۲ لمّا رجع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله إلى المدينة، ومرض عبد اللَّه بن اُبي، وكان ابنه عبد اللَّه مؤمناً، فجاء إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله، فقال: يا رسول اللَّه إن لم تأت أبي كان ذلك عاراً علينا، فدخل إليه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله والمنافقون حوله، فقال ابنه عبد اللَّه بن عبد اللَّه: يا رسول اللَّه، استغفر له. فاستغفر له، فقال له عمر: ألم ينهك اللَّه - يا رسول اللَّه - أن تصلّي عليهم أو تستغفر لهم؟ فأعرض عنه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله، فأعاد عليه، فقال له: «ويلك إنّي خُيّرت، فاخترت، إنّ اللَّه يقول: «اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَتَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ». فلمّا مات عبد اللَّه جاء ابنه إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله فقال: بأبي أنت واُمّي يا رسول اللَّه، إن رأيت أن تحضر جنازته، فحضره رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وقام على قبره، فقال له الثاني: يا رسول اللَّه، ألم ينهك اللَّه أن تصلّي على أحد منهم مات أبداً وأن تقوم على قبره ؟ فقال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: «ويلك، وهل تدري ما قلت؟ إنمّا قلت: اللّهم اُحش قبره ناراً، وجوفه ناراً، وأصله النار»، فبدا من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله ما لم يكن يحبّ. ۳

[الجزء الحادي عشر]

[ ۱۱۱ و ۱۱۲ ] [قوله: «إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى‏ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ»...الآية ] ۴ عن الصادق عليه السلام قال: «لقى الزهري ۵ عليّ بن الحسين عليه السلام في طريق الحجّ، فقال له: يا عليّ بن الحسين، تركت الجهاد وصعوبته وأقبلت على الحجّ ولينته، إن اللَّه يقول: «إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى‏ مِنَ

1.ما بين المعقوفتين من الأصل.

2.رواه البحراني في البرهان، ج ۲، ص ۸۵۰، عن تفسير القمّي. هذا، ولم يذكر المؤلّف تفسير الآيات ۱۱۱ - ۱۱۲، فراجع الأصل.

3.رواه البحراني في البرهان، ج ۲، ص ۸۲۱، عن تفسير القمّي.

4.ما بين المعقوفتين من الأصل.

5.كذا، وفي الكافي: «عباد البصري»، وهو عباد بن كثير الثقفي البصري. نزيل مكّة. اُنظر: ترجمته في الجرح والتعديل، ج ۶، ص ۸۴، ح ۴۳۳؛ تهذيب الكمال، ج ۱، ص ۱۴۵، ح ۳۰۹۰.

  • نام منبع :
    مختصر تفسير القمّي
تعداد بازدید : 82114
صفحه از 611
پرینت  ارسال به