الاغتمام لك، ولولا هول المطّلع لأحببت أن أكون مكانك، فليت شعري ما قالوا لك، وما قلت لهم؟] ۱ ثمّ رفع يده فقال: اللّهم إنّك فرضت لك عليه حقوقاً، وفرضت لي عليه حقوقاً، فإنّي قد وهبت له ما فرضت لي عليه من حقوقي، فهب له ما فرضت عليه من حقوقك، فإنّك أولى بالحقّ وأكرم منّي ۲ . وقد ذكرنا خبره. ۳
وكان مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله بتبوك رجل يقال له: المضرّب ۴ ، فقال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: «عدّ لي أهل العسكر» فعدّهم، فقال: إنّهم خمسة وعشرون ألف رجل سوى العبيد والتبّاع. فقال: «عدّ المؤمنين». فعدّهم فقال: هم خمسة وعشرون رجلاً. يعني من كلّ ألف رجل: واحد.
وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «قال بينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله في بعض أسفاره، إذ لقيه ركب، فقالوا: السلام عليك، فقال: من أنتم؟ قالوا: قوم مؤمنون، قال: وما علامة إيمانكم؟ قالوا: الرضا بقضاء اللَّه، والتفويض والتسليم لأمر اللَّه، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: علماء، حكماء، كادوا من العلم ۵ أن يكونوا أنبياء؛ فإنّ كنتم كما تقولون، فلا تبنوا ما لا تسكنون، ولا تجمعوا ما لا تأكلون، واتّقوا اللَّه الذي إليه ترجعون».
ثمّ بعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله السرايا وهو مقيم بتبوك، فلمّا بلغهم خبر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله تنحّوا وتفرّقوا، وكان هرقل قد بعث مقدّمته إلى البلقاء في خيل كثير، فلمّا بلغهم نزول رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله بتبوك هالهم ودخلهم الرعب ورجعوا إلى حمص. وبعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله إلى هرقل وكتب إليه: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، من محمّد رسول اللَّه إلى هرقل عظيم الروم. أمّا بعد، فأسلم تسلم، وإن لم تفعل كان عليك جرم أهل مملكتك، وسيحكم اللَّه عليك، فاستعدّ للمحاربة ۶ ». ۷
1.ما بين المعقوفتين من الأصل.
2.في «ب» و «ج»: «فإنّك أولى بالكرم والجود مني».
3.راجع تفسير الآيات (۸۴ - ۸۵) من سورة البقرة.
4.في الأصل زيادة: «من كثرة ضرباته التي أصابته ببدر و اُحد».
5.في «ب» و «ج»: «من الحكمة».
6.كذا في «ب» و «ج». وفي «أ»: «ملتك ونستحكم اللَّه عليك، فاستحكم للمحاربة».
7.اُنظر: نصّ كتاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله في بحار الأنوار، ج ۲۰، ص ۳۸۶.