أبي لبابة كان في حرب الخندق والأحزاب، وكان يجب أن يكتب خبره في سورة الأحزاب، فقد كتب نصفه في سورة الانفال في أخبار بدر ونصفه في سورة براءة مع ما أنزل اللَّه في آخر النبوّة، فهذا دليل ۱ على أن التأليف على خلاف ما أنزل اللَّه. ۲
[ ۳۰ ] قوله: «وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ» كان سبب نزولها: أنّه لمّا كان الأوس والخزرج بمكّة جاءهم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وقال لهم: «تمنعون لي جانبيّ حتّى أتلو عليكم كتاب اللَّه، وثوابكم على اللَّه الجنّة؟»
فقالوا: نعم.
فقال لهم: «موعدكم العقبة في الليلة الوسطى من ليالي التشريق».
فحجّوا ورجعوا إلى منى ۳ ، فلمّا اجتمعوا قال لهم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله ما قال أوّلاً، فقال سعد بن زرارة والبراء بن معرور وعبد اللَّه بن حرام: نعم يا رسول اللَّه، إشترط لربّك ولنفسك ما شئت.
فقال: «أمّا ما أشترط لربّي فأن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وما أشترط لنفسي أن تمنعوني ما ۴ تمنعون أنفسكم، وتمنعوا أهلي ممّا تمنعون أهليكم وأولادكم».
فقالوا: فما لنا على ذلك؟
قال: «الجنّة، وتملكون بها العرب، وتدين لكم العجم في الدنيا، وتكونون ملوكاً في الجنّة».
فقالوا: رضينا.
فقال: «أخرجوا إليّ منكم اثني عشر نقيباً، يشهدون عليكم بذلك، كما أخذ موسى [من بني إسرائيل] ۵ اثني عشر نقيباً».
فقالوا: اختر من شئت، فأشار جبرئيل إليهم، فقال: هذا نقيب، وهذا نقيب، حتّى عدّ تسعة من الخزرج، وهم: سعد بن زرارة، والبراء بن معرور، وعبد اللَّه بن حرام - أبو
1.ما بين المعقوفتين من الأصل.
2.في «ص» و «ق»: «الدليل».
3.لم يذكر المؤلّف تفسير الآية ۲۹، فراجع الأصل.
4.في «ب»: «فجاء السبعون».
5.كذا في النسخ، والصحيح: «بما».