عتبة وبه رمق فأجهز عليه. وحمل عبيدة بين حمزة وعلي حتّى أتيا به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله فنظر إليه، فاستعبر، فقال: يا رسول اللَّه، أ لست شهيداً؟ قال: «أنت أوّل شهيد من أهل بيتي».
فقال: أما لو كان عمّك حيّ لعلم أنّي أولى بما قال منه، [قال: «و أيّ أعمامي تريد؟» ۱ قال: أبا طالب] ۲ حيث يقول:
كذبتم وبيت اللَّه يبزى ۳ محمّدولمّا نطاعن دونه ونناضل
نسلّمه حتّى نصرّع حولهونذهل عن ابنائنا والحلائل
فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: «أما ترى ابنه كالليث العادي بين يدي اللَّه ورسوله، وابنه الآخر في جهاد اللَّه بأرض الحبشة».
فقال: يا رسول اللَّه، أتسخط عليّ في هذه الحالة.
فقال: «ما سخطت عليك، ولكن ذكرت عمّي فانقبضت لذلك».
وجاءهم إبليس لعنه اللَّه في صورة سراقة، فقال لهم: أنا جارٌ لكم، ادفعوا إليّ رايتكم. فدفعوها إليه، وجاء بشياطينه يهوّل بهم ۴ على أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله، ويخيّل إليهم ويفزعهم.
ورفع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله يده إلى السماء، فقال: «يا ربّ، إن تهلك هذه العصابة لم تعبد، وإن شئت أن لا تعبد لا تعبد». ثمّ أصابه الغشي، فسرى عنه وهو يسلت ۵ العرق عن وجهه، ويقول: «هذا جبرئيل قد أتاكم في ألف من الملائكة مردفين».
ونظر إبليس إلى جبرئيل عليه السلام، فتراجع ورمى باللواء، فأخذ منبه بن الحجّاج بمجامع ثوبه، وقال: ويلك، يا سراقة، تفتّ في أعضاد الناس؟ فركله، وقال: إنّي أرى ما لا ترون، إنّي أخاف اللَّه. وهو قوله تعالى: «وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ» إلى قوله: «شَدِيدُ الْعِقَابِ» ۶.
1.ما بين المعقوفتين من الأصل.
2.في «ط»: «تعني».
3.يبزى: أي يقهر ويغلب، أراد: «لا يبزى»، فحذف «لا» من جواب القسم، وهي مراده، أي لا يقهر ولم نقاتل عنه وندافع. (النهاية، ج ۱، ص ۱۲۵). وفي هامش «ب»: «أي يخاطب بالخطاب السيئ».
4.في «ب»: «فهرول بهم».
5.أي يمسحه ويزيله. اُنظر: المعجم الوسيط، ج ۱، ص ۴۴۱ (سلت).
6.الأنفال (۸): ۴۸.