[ ۱۸۹ ] قوله: «هُوَ الَّذِى خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ»... الآية، روي أنّه «لمّا حملت حوّاء تحرّك ولدها في بطنها، ففزعت من ذلك، فجاء إبليس، فقال: إنّ الذي في بطنك كلب أو خنزير أو ذئب، فإنّ أنت أطعتيني صار بشراً سويّاً مثلكم، فقالت: ما الذي تأمر في هذا؟ فقال: إن ولدت بشراً سوياً فسمّيه: عبد الحارث ۱ . فقالت: نعم، وسمّته عبد الحارث». ۲
[ ۱۹۹ ] قوله: «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ» منسوخة بقوله: «أُقتلوا المشركينَ»۳ » . ۴
أقول: المنسوخ: «وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِين» . ۵
1.الحارث: هو اسم إبليس، عند الملائكة. مجمع البيان، ج ۴، ص ۴۱.
2.في هامش «ب» ما نصه: «عن الباقر عليه السلام: إنّ شركهما كان شرك طاعة. ليس شرك عبادة» انتهى، وأقول: إنّ هذا الحديث محمول على التقية، فإنّه موافق لمذاهب العامّة، وقد روى ابن بابويه في عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج ۱، ص ۱۹۶، ح ۱، بإسناده، عن علي بن محمّد بن الجهم، قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا علي بن موسى عليهما السلام، فقال له المأمون: يا بن رسول اللَّه، أليس من قولك: إنّ الأنبياء معصومون؟ قال: «بلى». وذكر الحديث إلى أن قال: فقال له المأمون: فما معنى قول اللَّه تعالى: «فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما»؟ فقال الرضا عليه السلام: «إنّ حوّاء ولدت لآدم عليه السلام خمس مائة بطن، في كلّ بطن ذكر واُنثى، وإن آدم عليه السلام وحوّاء عاهدا اللَّه تعالى ودعواه، وقالا: «لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً» من النسل خلقاً سويّاً بريئاً من الزمانة والعاهة، و كان ما آتاهما صنفين: صنفا ذكراناً، وصفنا إناثاً، فجعل الصنفان للَّه تعالى ذكره شركاء فيما آتاهما، ولم يشكراه كشكر أبويهما له عزّوجلّ، قال اللَّه تعالى: «فَتَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ»». فقال المأمون: أشهد أنك ابن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله حقّاً. هذا، ولم يذكر المؤلّف تفسير الآيات ۱۹۱ إلى آخر السورة، فراجع الأصل.
3.التوبة (۹): ۵.
4.رواه البحراني في البرهان، ج ۲، ص ۶۲۴، عن تفسير القمّي. وراجع أيضاً معاني الأخبار، ص ۱۸۴، ح ۱، وعيون أخبار الرضا عليه السلام، ج ۱، ص ۲۵۶، ح ۹.
5.في هامش «ب» ما نصّه: «يحتمل أن تكون هذه الآية منسوخة بآية الزكاة، بحمل «العفو» على ما يسهل على الناس من الصدقة، كما احتمله البيضاوي».