فاجتمعوا وتوامروا على قتله، وقعدوا له في العق۲۲بة - وهي عقبة هرشى ۱ ، بين الجحفة والأبواء - فأطلع اللَّه رسوله على ما قالوا، وهم أربعة عشر نفساً، فقعد سبعة عن يمين العقبة وسبعة عن يسارها، لينفروا ناقة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله، فلمّا أقبل ودنا منهم نادى جبرائيل: يا محمّد، إنّ فلاناً وفلاناً [وفلاناً] ۲ قد قعدوا لك، وقد كان رسول اللَّه تقدّم أصحابه وحده [فنظر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله] ۳ فقال: من هذا خلفي؟ فقال حذيفة: أنا حذيفة.
قال: سمعت ما سمعت؟
قال: بلى.
قال: فاكتم. فدنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله منهم، فناداهم بأسمائهم، فلمّا سمعوا نداءه دخلوا في غمار الناس، وتركوا رواحلهم، ولحق الناس برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وطلبوهم، و عرفوا رواحلهم ۴ [فلمّا نزل] ۵ قال: ما بال أقوام تحالفوا: إن مات محمّد أو قتل ألّا يردّوا الأمر في أهل بيته ابداً؟، فجاؤوا [إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله] ۶ وحلفوا أنّهم لم يقولوا ذلك، فأنزل اللَّه: «يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ» وهو أن لا يردّوا هذا الأمر في آل محمّد صلى اللَّه عليه وآله «وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا» من قتل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله... الآية. ۷
[ ۷۱ ] قوله: «فَعَمُوا وَصَمُّوا» أي: حيث كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله بين أظهرهم «ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا» حيث قبض رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وأقام أمير المؤمنين عليه السلام عليهم، فعموا وصمّوا حتّى الساعة». ۸
1.ما بين المعقوفتين من الأصل.
2.كذا في الأصل. وفي «أ»: «أرسي». وهرشى - كسكرى - : عقبة بين الجحفة والابواء. راجع بحار الأنوار، ج ۳۱، ص ۶۳۲.
3.في «ب»: «وطلبهم، وعرف رواحلهم».
4.ما بين المعقوفتين من ألاصل.
5.اعلم أنّ نزول آية التبليغ في غدير خم وبشأن أمير المؤمنين عليّ عليه السلام وإعلام ولايته على جميع المؤمنين أشهر من الشمس في رابعة النهار، ويكفيك مؤونة البحث، كتاب عبقات الأنوار للسيّد حامد حسين اللكنهوى رحمه اللَّه عليه قسم حديث الغدير في عشرة مجلّدات.
6.روى نحوه الكليني في الكافي، ج ۸، ص ۱۹۹، ح ۲۳۹؛ و العيّاشي في تفسيره، ج ۱، ص ۳۳۴، ح ۱۵۷.