105
مختصر تفسير القمّي

[ ۱۰۶ ] قوله: «يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ»... الآية، عن أبي ذر رحمه اللَّه عليه، قال: لمّا نزلت هذه الآية، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: «ترد عليّ اُمتي يوم القيامة على خمس رايات:
فراية مع عجل هذه الاُمّة، فأسألهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟
فيقولون: أمّا الأكبر فحرّفناه ۱ ونبذناه وراء ظهورنا، وأمّا الأصغر فعاديناه وأبغضناه وظلمناه ۲ .
فأقول: ردّوا إلى النار ظماء مظمئين مسودّة وجوهكم.
ثمّ ترد عليّ راية مع فرعون هذه الاُمّة، فأقول لهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟
فيقولون: أمّا الأكبر فحرّفناه ومزّقناه وخالفناه، وأمّا الأصغر فعاديناه وقاتلناه.
فأقول: ردّوا النار ظماء مظمئين مسودّة وجوهكم.
ثمّ ترد عليّ راية مع سامريّ هذه الاُمّة، فأقول لهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟
فيقولون: أمّا الأكبر فعصيناه وتركناه، وأمّا الأصغر فخذلناه وضيّعناه [وصنعنا به كلّ قبيح‏] ۳
فأقول: ردّوا النار ظماء مظمئين مسودّة وجوهكم.
ثمّ ترد عليّ راية ذي الثدية ۴ مع أوّل الخوارج وآخرها، فأسألهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أمّا الأكبر فمزقناه ۵ وبرئنا منه، وأمّا الأصغر فقاتلناه وقتلناه ۶ .
فأقول: ردوا النار ظماء مظمئين مسودّة وجوهكم.
ثمّ ترد عليّ راية مع إمام المتّقين، وسيّد الوصيّين ۷ ، وقائد الغرّ المحجّلين، ووصيّ رسول ربّ العالمين، فأقول لهم ۸ : ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟
فيقولون: أمّا الأكبر فاتّبعناه وأطعناه، وأمّا الأصغر فأحببناه وواليناه ووازرناه

1.في «ب» و «ج»: «فخرقناه».

2.في «ب» و «ج»: «وقتلناه».

3.ما بين المعقوفتين من البرهان.

4.ذكر الفيروزابادي في القاموس: إنّ ذو الثدية هو لقب حرقوص بن زهير، كبير الخوارج، ولقب عمرو بن عبد ودّ الذي قاتل علي بن أبي طالب عليه السلام. ولكن المراد هنا - بقرينة اقترانه بأوّل الخوارج وآخرها، وكونه رابع أربعة، وأنّ لقب ذو الثدية لا يستعمل عند العرب إلّا للكلب، وأنّ الكلب من صفته العواء، وإنّ اسم معاوية، مشتق منه - هو: معاوية بن أبي سفيان.

5.في «ط»: «ففرقناه».

6.في «ج»: «فبرئنا منه وحاربناه».

7.في «ط»: «المسلمين».

8.في «ب» و «ج»: «فأسألهم».


مختصر تفسير القمّي
104

[الجزء الرابع‏]

[ ۹۳ ] وأمّا قوله: «كُلُّ الطَّعامِ كَانَ حِلّاً»... الآية، زعم اليهود أنّ لحم الجمل محرّم في التوراة، فقال اللَّه: «فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ» [إنّما حرّم هذا إسرائيل على نفسه، ولم يحرّمه على الناس. وهذا حكاية عن اليهود ولفظه لفظ الخبر».] ۱
[ ۹۶ ] قوله: «بِبَكَّةَ». معنى بكة: اي يبكّ الناس بعضهم بعضاً [في الزحام»]. ۲
[ ۱۰۲ ] قوله: «اتَّقُوا اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ» منسوخ بقوله: «فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ» ۳.
[أقول:] قال العالم: «قوله: «مَا اسْتَطَعْتُمْ» تكذيب لقول الأشاعرة بأنّ الانسان غير مستطيع ولا قادر» وهو نصّ صريح عاضده العقل.
[ ۱۰۳ ] قوله: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً» يعني: التوحيد والإيمان والولاية. ۴
قوله: «وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ»... الآية.
[أقول:] هذه الآية نزلت في العرب خاصّة، وقيل: إنّما نزلت في الأنصار فقط، الأوس والخزرج؛ وكانت بينهما عداوة وحروب وقتال ونفار، وذلك أنّهم بقوا في الحرب مائة سنة، حتّى ولد لهم عليه الأولاد، وكانوا لا يضعون السلاح لا بالليل ولا بالنهار، فلمّا بعث اللَّه نبيّه ألّف بين قلوبهم، وهو أنسب بسياق الكلام وبالصيغة الواقعة، لا نهي المسلمون أوّلاً.
[ ۱۰۴ ] قوله: «وَلِتَكُن مِنكُمْ أُمَّةٌ»... الآية، قال العالم: «إنّما نزل: (وَلِتَكُن مِنكُمْ أئمَّةٌ)». ۵

1.ما بين المعقوفتين من الأصل. ورواه البحراني في البرهان، ج ۱، ص ۶۵۴، عن تفسير القمّي. ورواه العيّاشي في تفسيره، ج ۱، ص ۱۸۴، ح ۸۶.

2.ما بين المعقوفتين من الأصل. والبّك: الدفع. و راجع الكافي، ج ۴، ص ۵۲۶، ح ۷ و علل الشرائع، ص ۳۹۷، ح ۴ و۵. هذا، ولم يذكر المؤلّف تفسير الآية ۹۷، فراجع الأصل.

3.في قوله تعالى: «فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيراً لِأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ». التغابن (۶۴): ۱۶.

4.رواه البحراني في البرهان، ج ۱، ص ۶۶۸، عن تفسير القمّي. وروى معناه العيّاشي في تفسيره، ج ۱، ص ۱۹۴، ح ۱۲۳ و۱۲۴.

5.رواه البحراني في البرهان، ج ۱، ص ۶۷۳، عن تفسير القمّي. و هذه قراءة خاصّة رويت عن أبي عبداللَّه عليه السلام، راجع: تفسير مجمع البيان، ج ۲، ص ۳۵۸.

  • نام منبع :
    مختصر تفسير القمّي
تعداد بازدید : 81772
صفحه از 611
پرینت  ارسال به