أقول: في هذه الآية أقوى دليل على اختصاص المذكورين بالشرف والفضل والمنزلة القريبة من اللَّه ورسوله، بالتقديم لهم على كلّ الصحابة والقرابة، وأنّهم من تمام الرسالة والمعجزة لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله.
وعن قوله: «وَأَنْفُسَنا» لا يريد أنّ نفس عليّ نفسه عليه السلام وإلّا لزم الاتّحاد الباطل، بل هو يريد أنّه مثله وشبيه له إلّا النبوّة، فإنّها مستثناة، فلابدّ من إخراجه.
فإنّ قلت: قوله: «وَأَبْناءَنا» هذا، ينافي قوله: «مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِن رِّجَالِكُمْ» ۱.
قلنا: لا منافاة؛ لأنّ اللَّه تعالى قال: «مِن رِّجَالِكُمْ» أي من رجال المخاطبين، وهذه بيّنة، فلا منافاة. ۲
[ ۷۵ ] قوله: «وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ»... الآية، نزلت في اليهود؛ لانّهم قالوا: يجوز لنا أن نأخذ مال الأُميّين [والأُميّيون: الذين ليس معهم كتاب، فردّ اللَّه عليهم فقال: «وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ».] ۳
[ ۸۱ ] وأمّا قوله: «وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ»... الآية.
قال العالم: «لمّا خلق اللَّه آدم وأخرج ذرّيته من ظهره، أخذ الميثاق لنفسه بالربوبية، ثمّ أخذ الميثاق لمحمّد صلى اللَّه عليه وآله على الأنبياء [ أن يؤمنوا به وينصروه ويخبروا اُممهم بخبره».] ۴
قوله: «إِصْرِى» أي: عهدي «قَالُوا أَقْرَرْنَا» فقال اللَّه للملائكة: «فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِنَ الشَّاهِدِينَ» تفضيلاً لرسوله على الأنبياء. ۵
1.الأحزاب (۳۳): ۴۰.
2.لم يذكر المؤلّف تفسير الآيات ۶۵ - ۷۲، فراجع الأصل.
3.ما بين المعقوفتين من الأصل. ورواه البحراني في البرهان، ج ۱، ص ۶۴۲، عن تفسير القمّي. هذا، ولم يذكر المؤلّف تفسير الآيات ۷۷ - ۸۰، فراجع الأصل.
4.ما بين المعقوفتين من الأصل. ورواه البحراني في البرهان، ج ۱، ص ۶۴۶، عن تفسير القمّي. وفي هامش «ص»: «إنّ هذه الآية ليست دليلاً للرجعة، كما ذكره الصدوق، بل هي دليل على ظهور قائم آل محمّد في آخر الزمان، وللرجعة دليل آخر، فراجع.
5.رواه البحراني في البرهان، ج ۱، ص ۶۴۶، عن تفسير القمّي. هذا، ولم يذكر المؤلّف تفسير الآيات ۸۳ - ۹۲، فراجع الأصل.