101
مختصر تفسير القمّي

أمّا الأوّل: فاختيارها، وأمّا الثاني: فما رزقها من الولد من غير ذكر. ۱
[ ۴۳ ] قوله: «يَا مَرْيَمُ اقْنُتِى لِرَبِّكِ وَاسْجُدِى وَارْكَعِى مَعَ الرَّاكِعِينَ» وهذا مقدّم ومؤخّر، وإنّما هو: (اقنتي لربّك واركعي واسجدي). ۲
أقول: فيه نظر؛ لأنّه قرأه سبعة متواترة، ولايلزم من أنّ الركوع عنده مقدّم على السجود، أن يكون في ملّة اُخرى كذلك، وأيضاً: (الواو) لا يدلّ على الترتيب، بل هي للجمع بين الشيئين من غير ترتيب.
[ ۴۵ ] قوله: «وَجِيهاً فِى الْدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ» يعني: ذا جاه فيهما. ۳
[ ۴۹ ] قوله: «أَنِّى أَخْلُقُ لَكُم مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ»[ أي: أقدّر، و] ۴ هذا خلق تقدير. ۵
[ ۵۹ ] قوله: «إِنَّ مَثَلَ عِيسَى‏ عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ»... الآية، قال العالم: «إنّ نصارى نجران وفدوا على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وكان سيّدهم: الأهتم والعاقب والسيّد، وكانوا من علمائهم، فقدموا في نحو من ثلاثين قسيساً، فلمّا دخلوا مسجد النبي حضرت صلاتهم، فتنحّوا ناحية وجعلوا ۶ يضربون بالناقوس، وصلّوا.
أقول: إنّ هذه القصّة كانت قبل نزول الوحي من منع الكافر من الدخول في المسجد، بقوله: «إنّما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا» ۷.
فقال أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: يا رسول اللَّه، هذا في مسجدك؟!
فقال: دعوهم.
فلمّا فرغوا دنوا من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله، فقالوا: إلى ما تدعونا يا محمّد؟

1.ما بين المعقوفتين من الأصل.

2.رواه البحراني في البرهان، ج ۱، ص ۶۱۸، عن تفسير القمّي. و راجع مجمع البيان، ج ۲، ص ۷۴۶.

3.رواه البحراني في البرهان، ج ۱، ص ۶۲۰، عن تفسير القمّي.

4.رواه البحراني في البرهان، ج ۱، ص ۶۲۴، عن تفسير القمّي.

5.رواه البحراني في البرهان، ج ۱، ص ۶۲۵، عن تفسير القمّي. هذا، ولم يذكر المؤلّف تفسير الآيات ۵۰ - ۵۵، فراجع الأصل.

6.في «ب»: «وأقبلوا».

7.التوبة (۹): ۲۸.


مختصر تفسير القمّي
100

[أقول:] ۱ هذه الآية تدلّ على أنّ الأنبياء أفضل من الملائكة.
[ ۳۵ - ۳۷ ] قوله: «إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ»... الآية، قال: «إنّ اللَّه تعالى أوحى إلى عمران: إنّي واهب لك ذكراً يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن اللَّه، فبشّر عمران زوجته حين حملت، فقالت: «رَبِ‏ّ إِنِّى نَذَرْتُ لَكَ مَا فِى بَطْنِى مُحَرَّرًا»... الآيات، فوهب اللَّه لمريم عيسى عليه السلام». ۲
فلمّا بلغت مريم، ثمّ صارت في المحراب أرخت الستر على نفسها، وكان لا يراها أحد، وكان يدخل إليها زكريّا المحراب، فيجد عندها فاكهة الشتاء في الصيف وبالعكس، فيقول لها: «أَنَّى لَك هذا» فتقول: «هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ». ۳
[ ۳۹ ] قوله: «وَحَصوُرَاً». الحصور: الذي لا يأتي النساء.
[ ۴۱ ] وقوله: «رَبِّ اجْعَلْ لِى آيَةً» وذلك أنّ زكريّا ظنّ أنّ الذين بشّروه بالوليّ ۴ هم الشياطين، وإنّما كان المبشّر جبرئيل، فخرس ثلاثة أيّام. ۵
[ ۴۲ ] قوله: «وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى‏ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ». فأمّا اصطفاؤها فهو على عالم زمانها، ومنه قول الشاعر:

في وجهه شافع يمحو إساءته‏من القلوب وجيهاً حيث ما سفرا ۶

1.ما بين المعقوفتين أضفناه للسياق.

2.روي نحوه العيّاشي في تفسيره، ج ۱، ص ۱۷۱، ح ۳۹.

3.رواه البحراني في البرهان، ج ۱، ص ۶۱۸، عن تفسير القمّي.

4.في «ب»: «بالولد».

5.رواه البحراني في البرهان، ج ۱، ص ۶۱۸، عن تفسير القمّي. وروى ما يتعلّق بتفسير الآية في تفسير العيّاشي ۱، ص ۱۷۲، ح ۴۳ و۴۴، فراجع.

6.رواه ابن كثير في البداية والنهاية، ج ۱۱، ص ۱۰۵، وهو قول الحسن بن منير (أو: الحكم بن قنبرة، كما في مروج الذهب، ج ۴، ص ۳۱۳) الحكم المازني البصري، وهو شاعر بصري من أبناء القرن الثاني عشر الهجري. والأبيات في المروج باختلاف وبزيادة عما يلى: لهفي على من أطار النوم فامتنعا وزاد قلبي على أوجاعه وجعا كأنّما الشمس من أعطافه طلعت‏ حسناً أو البدر من أردانه لمعا في وجهه شافع يمحوا إساءته‏ من القلوب وجيها أين ما شفعا

  • نام منبع :
    مختصر تفسير القمّي
تعداد بازدید : 81926
صفحه از 611
پرینت  ارسال به