91
مختصر تفسير القمّي

قتل أخاه، ونمرود بن كنعان، واثنان من بني إسرائيل هوّدا قومهما ونصّراهما، وفرعون الذي قال: أنا ربّكم الأعلى، واثنان من هذه الاُمّة؛ في توابيت من قوارير، تحت الفلق في بحر من نار». ۱
[ ۲۵۹ ] قوله: «أَوْ كَالَّذِى مَرَّ عَلَى‏ قَرْيَةٍ»... الآية، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، قال: «لمّا عمل بنو إسرائيل بالمعاصي، أراد اللَّه أن يسلّط عليهم من يذلّهم ويقتلهم، فأوحى إلى إرميا: يا إرميا، ما بلاد انتخبتها ۲ من بين البلدان، فغرزت فيها من كرائم الشجر، فأخلفت ما أنبتت وأنبتت خرنوباً ۳ ؟
فأخبر إرميا أحبار ۴ بني إسرائيل، فقالوا: راجع ربّك ۵ ليخبرنا ما معنى هذا المثل.
فصام إرميا سبعاً، فأوحى اللَّه إليه: يا إرميا، أمّا البلد فبيت المقدس، وأمّا ما أنبت فيه فبنو إسرائيل ۶ الذين أسكنتهم فيها، فعملوا بالمعاصي، وغيّروا ديني، وبدّلوا نعمتي كفراً. فبي حلفت لأتيحنّهم فتنة ۷ يظلّ الحليم فيها حيراناً، ولأَسَلِّطَنَّ عليهم شرّ عبادي ولادة، وشرّهم طعامأ، فيتسلّطنّ عليهم بالجبرية، فيقتل مقاتلتهم، ويسبي حريمهم، ويخرب بيتهم الذي يغترّون به، ويلقي حجرهم الذي يفتخرون به على الناس في المزابل مائة سنة.
فأخبر إرميا أحبار بني إسرائيل، فقالوا: راجع ربّك، فقل له: ما ذنب الفقراء والمساكين والضعفاء من الناس؟
فراجعه، فأوحى اللَّه إليه: لتكفنّ عن هذا، أو لأردنّ وجهك إلى ۸ قفاك.
[قال: ثمّ أوحى اللَّه تعالى إليه: قل لهم: لأنّكم رأيتم المنكر فلم تنكروه‏] ۹ .

1.روى نحوه الصدوق في الخصال، ص ۳۴۶، ح ۱۵، و في ثواب الأعمال، ص ۲۱۴ - ۲۱۵.

2.في «ط»: «انتخبته».

3.الخرنوب: شجر برّيّ من الفصيلة القرنية، ذو شوك وحمل كالتفّاح، لكنّه بشع. القاموس المحيط، ج ۱، ص ۶۳ (خرب)؛ المعجم الوسيط، ج ۱، ص ۲۲۳ (خرب).

4.في «ط»: «أخيار علماء».

5.في «ب»: «إلى ربّك».

6.في «ب» و «ج»: «وما أنبت فيها بنو إسرائيل».

7.في «أ» و «ج»: «لأمتحنّهم فتنة».

8.كذا في «ج» والأصل. وفي «أ» و «ب»: «لأردنّ رأسك على قفاك».

9.ما بين المعقوفتين من «ج» والأصل.


مختصر تفسير القمّي
90

ورمى جالوت بحجر ثالث وصل إلى الياقوتة في جبهته، ووصل إلى دماغه، ووقع إلى الأرض ميّتاً» . ۱
[ ۲۵۱ ] قوله: «وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ»... الآية، قال الصادق عليه السلام: «حدّثني أبي، قال: إنّ اللَّه يدفع ۲ بمن يصلّي من شيعتنا عمّن لا يصلّي من شيعتنا، ولو أجمعوا على ترك الصلاة لهلكوا. وإنّ اللَّه يدفع بمن يزكّي من شيعتنا عمّن لا يزكّي من شيعتنا، ولو أجمعوا على ترك الزكاة لهلكوا. وإنّ اللَّه ليدفع بمن يحجّ من شيعتنا عمّن لا يحجّ ۳ ، ولو أجمعوا على ترك الحجّ لهلكوا». ۴

[الجزء الثالث‏]

[ ۲۵۵ - ۲۵۷ ] وقرأ أبو الحسن الرضا عليه السلام آية الكرسي هكذا: «(ألم لاَ إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَهُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الأَرْضِ وَ مَا بَيْنَهُمَا وَ مَا تَحْتَ الثَّرَى‏ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ، مَن ذَا الَّذِى يَشْفَعُ عِنْدَهُ... إلى قوله: «هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ» والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِ‏ّ الْعَالَمِينَ ) » . ۵
[ ۲۵۸ ] قوله: «فَبُهِتَ الَّذِى كَفَرَ» أي: انقطع، وذلك أنّه علم أنّ الشمس أقدم منه. ۶
وعن الصادق عليه السلام: «إنّ أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة سبعة نفر؛ أوّلهم: ابن آدم الذي

1.رواه البحراني في البرهان، ج ۱، ص ۵۰۷، عن تفسير القمّي. قصّة داود و كيفيّة قتله لجالوت في تفسيره، ج ۱، ص ۱۳۴، ح ۴۴۵ بتفصيل، فراجع.

2.في «ق»: «ليدفع».

3.في «ط» زيادة: «من شيعتنا».

4.رواه البحراني في البرهان، ج ۱، ص ۵۱۲. وروى محمّد بن يعقوب الكليني في الكافي، ج ۲، ص ۳۲۶، ح ۱؛ وتفسير العيّاشي، ج ۱، ص ۱۳۵، ح ۴۴۶. هذا، ولم يذكر المؤلّف تفسير الآيات ۲۵۲ - ۲۵۴، فراجع الأصل.

5.رواه البحراني في البرهان، ج ۱، ص ۵۱۶، عن تفسير القمّي. وقال الشهيد الثاني في روض الجنان، ص ۳۲۸، ما نصه: «وفي الأخبار اختلاف كثير في تعيين ما يضاف إلى الآية التي ذكرناها بحيث يطلق على الجميع آية الكرسي على التنزيل». هذا، ولم يذكر المؤلّف تفسير الآيات ۲۵۶ - ۲۵۷، فراجع الأصل.

6.رواه البحراني في البرهان، ج ۱، ص ۵۲۸، عن تفسير القمّي. وروى معناه العيّاشي في تفسيره، ج ۱، ص ۱۳۹، ح ۴۶۴، باختصار.

  • نام منبع :
    مختصر تفسير القمّي
تعداد بازدید : 82169
صفحه از 611
پرینت  ارسال به