89
مختصر تفسير القمّي

من ولد بنيامين ۱ أخي يوسف لاُمّه، لم يكن من بيت النبوّة، ولا من بيت المملكة.
[ ۲۴۸ ]قوله: «أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ» كان التابوت الذي أنزله اللَّه على موسى، فوضعته اُمّه فيه وألقته في اليم. وكانوا يتبرّكون به، فلمّا حضرت موسى الوفاة وضع فيه الألواح، ودرعه، وما كان عنده من آثار النبوّة، وأودعه يوشع - وصيّه -، فلم يزل التابوت بينهم حتّى استخفّوا به، فرفعه اللَّه عنهم».
والبَقِيَّة: ذريّة الأنبياء، والسَكِينَة: انّ التابوت كان يوضع بين يدي العدوّ وبين المسلمين، فتخرج منه ريح طيبة، لها وجه كوجه الإنسان ۲ ، فكان إذا وضع التابوت، فمن تقدّم عليه لا يرجع حتّى يقتل أو يغلب، ومن رجع عنه كفر، وقتله الإمام.
وأوحى اللَّه إلى نبيّهم: أنّ جالوت يقتله من يستوي عليه درع موسى، وهو رجل من ولد لاوي، اسمه داود بن آسي ۳ ، وكان لآسي عشرة بنين، أصغرهم داود». ۴
[ ۲۴۹ - ۲۵۰ ] قوله: «فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ»، قال العالم عليه السلام: «كان [غير] ۵ الذين شربوا واغترفوا: ستّين ألفاً، والذين لم يشربوا ولم يغترفوا: ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً. ولمّا برزوا لجالوت وجنوده [قال الذين شربوا منه: «لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وجُنُودِهِ» و] ۶ قال الذين لم يشربوا: «رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً»...الآية.
وجاء داود حتّى وقف بحذاء جالوت [وكان جالوت‏] ۷ على الفيل، قد وضع التاج ۸ على رأسه، وفي جبهته ۹ ياقوتة يلمع نورها، وجنوده بين يديه. وكان مع داود مقلاع وثلاثة أحجار، فأخذ حجراً منها، فرمى به في ميمنة جالوت، فمرّ في الهواء ووقع عليهم فانهزموا، وأخذ حجراً آخر، فرمى به في ميسرتهم، فوقع عليهم فانهزموا،

1.ما بين المعقوفتين من الأصل.

2.كذا في الأصل، وفي «أ»: «ميامين»، وفي «ج»: «يامين»، وفي «ق»: «ابن يامين».

3.رواه البحراني في البرهان، ج ۱، ص ۵۰۶، عن تفسير القمّي.

4.في مجمع البيان: «ايشا».

5.رواه البحراني في البرهان، ج ۱، ص ۵۰۷، عن تفسير القمّي، بتفصيل، فراجع الأصل.

6.الزيادة افتضتها العبارة.

7.ما بين المعقوفتين لم يرد في «ب» و «ج».

8.في «ص»: «تاج».

9.في «ط»: «وفي وجهه».


مختصر تفسير القمّي
88

قال: وقوله: «وَقُومُوا لِلّهِ قَانِتِينَ»، قال: «إقبال الرجل على صلاته حتّى لا يشغله عنها شي‏ء». ۱
أقول: «وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى‏» قيل: «المغرب»؛ لأنّه أوسط في العدد والوقت. وقيل: «العشاء الآخرة». وقيل: «الصبح». وقيل: «الظهر». وقيل: «العصر». والأشبه أنّها إمّا المغرب، وإمّا الظهر، وإنّما لم يعيّنها حتّى لا تهمل باقي الصلوات، بل يحافظ على الكلّ؛ عنايةً [من ]اللَّه تعالى بخلقه». ۲
[ ۲۴۳ ] قوله: «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ»... الآية، عن الصادق عليه السلام، قال: «وقع الطاعون بالشام في بعض الكور ۳ ، فخرج منهم خلق كثير هرباً من الطاعون، فصاروا إلى مفازة، فماتوا كلّهم في ليلة واحدة، فبقوا حتّى كان عظامهم يمرّ بها المارّ فينحّيها برجله ۴ عن الطريق، ثمّ أحياهم اللَّه وردّهم إلى منازلهم، فبقوا دهراً طويلاً، ثمّ ماتوا وتدافنوا». ۵
[ ۲۴۶ ] وقوله: «أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلاَءِ مِن بَنَي إِسْرَائِيلَ»، عن الباقر عليه السلام ۶ : «أنّ بني إسرائيل عملوا بالمعاصي بعد موسى عليه السلام، وغيّروا دين اللَّه، وعتوا عن أمره، وكان فيهم نبّي يأمرهم وينهاهم فلم يطيعوه [وروي ۷ أنّه إرميا النبي عليه السلام‏] ۸ فسلّط اللَّه عليهم جالوت القبطيّ، فأذلّهم، وقتلهم، وأخرجهم من ديارهم وأموالهم، واستعبد نساءهم، ففزعوا إلى نبيّهم، وقالوا: سل اللَّه أن يبعث لنا ملكاً، نقاتل في سبيل اللَّه.
وكانت النبوّة فيهم في بيت، والملك في بيت، فجمعهما اللَّه في بيت واحد، ثمّ قالوا ما حكاه اللَّه عنهم، وكانت النبوّة في ولد لاوي، والملك في ولد يوسف، وكان طالوت

1.ما بين المعقوفتين من الأصل.

2.روى نحوه العيّاشي في تفسيره، ج ۱، ص ۱۲۷، ح ۴۱۸.

3.لم يذكر المؤلّف تفسير الآية ۲۳۹، وهي في بيان صلاة الخوف، فراجع الأصل.

4.الكور - كصرد - : جمع كورة بضم الكاف، وهي المدينة والبلد والصقع.

5.لم ترد «برجله» في «ب» و «ج».

6.رواه العلّامة المجلسي في بحار الأنوار، ج ۶، ص ۱۲۳، ح ۸، و ج ۱۳، ص ۳۸۱، ح‏۱، عن تفسير القمّي.

7.في «أ»: «ب»، والمراد الإمام الباقر عليه السلام، كما في الأصل.

8.في «ص» و «ق»: «فروي».

  • نام منبع :
    مختصر تفسير القمّي
تعداد بازدید : 82283
صفحه از 611
پرینت  ارسال به