473
مختصر تفسير القمّي

سورة الحجرات (۴۹)

[مدنيّة، وآياتها ثمان عشرة]

بسم الله الرحمن الرحيم‏

[ ۶ ] قوله: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا»...الآية، قال: «إنّ عائشة قالت لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: إنّ مارية يأتيها ابن عمّ لها، ولطختها بالفاحشة. فغضب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله، وقال: إنْ كنت صادقة فأعلميني إذا دخل، فرصدتها، فلمّا دخل عليها ابن عمّها أخبرت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله ، فقالت: هو الآن عندها، فدعا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله عليّاً عليه السلام، فقال: خذ هذا السيف، فإنّ وجدته عندها فاضرب عنقه.
فأخذ عليّاً عليه السلام السيف فقال: «يا رسول اللَّه، إذا بعثتني في الأمر أكون فيه كالسّفود المحميّ - وفي رواية اُخرى: أكون كالحديدة المحماة - في الوبر، أم أتثبت؟ قال: بل تثبّت.
أقول: وفي رواية مشهورة: أم الحاضر يرى ما لا يرى الغائب؟ قال: بل الحاضر يرى ما لا يرى الغائب.
فانطلق عليّ عليه السلام فانتهى إلى الباب وهو مغلق، فألزم عينه ثقب الباب، فلمّا رأى القبطي عين عليّ في الباب فزع، فخرج من الباب الآخر، فصعد نخلة، وتسوّر عليّ عليه السلام الحائط، فلمّا رأى القبطي عليّاً ومعه السيف حسر عن عورته، فإذا هو مجبوب، فصدّ أمير المؤمنين عليه السلام بوجهه عنه، ثمّ رجع فأخبر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله بما رأى، فتهلّل وجهه وقال: «الحمد للَّه الذي يعافينا أهل البيت من سوء ما يلطّخونا به،


مختصر تفسير القمّي
472

سَكِينَتَهُ عَلَيه» يعني: على النبي فقط. وفي مكان آخر: «أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى‏ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ»۱ ، وهذه رذيلة أخرى، لا فضيلة. وسياق الكلام يدل على ذلك، فهذه أكبر فضائله عندهم، وليست هي فضيلة في التحقيق، بلى هي رذيلة على ما لايخفى على منصف غير معاند.
ثمّ قال أبو جعفر عليه السلام: «قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: لمّا عرج بي إلى السماء ۲ عهد إليّ ربيّ في عليّ كلمات ثلاث، فقال: اسمع يا محمّد، إنّ عليّاً إمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين، ويعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظلمة، وهو الكلمة التي ألزمتها المتّقين، وكانوا أحقّ بها وأهلها، فبشّره بذلك».
قال: «فبشّره رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله بذلك، فألقى عليّ عليه السلام ساجداً شكراً للَّه تعالى، ثمّ قال: يا رسول اللَّه، وإنّي لأذكر هناك؟
فقال: نعم، إنّ اللَّه ليعرفك هناك، وإنّك لتذكر في الرفيق الأعلى» . ۳

1.التوبة (۹): ۲۶؛ والفتح (۴۸): ۲۶. ورواه البحراني في البرهان، ج ۲، ص ۷۸۴، عن تفسير القمّي. وروى العيّاشي في تفسيره، ج ۲، ص‏۸۸، ذيل الحديث‏۵۸، عن زرارة، قوله: قال أبو جعفر عليه السلام: ««فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى‏ رَسُولِهِ» ألا ترى أنّ السكينة إنّما نزلت على رسوله «وجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى‏» - فقال: - هو الكلام الذي تكلم به عتيق». رواه الحلبي عنه عليه السلام. وراجع تفصيل ذلك في تفسير الآية (۴۰) من سورة التوبة، رقم (۹).

2.في الأصل زيادة: «فسح في بصري غلوة، كما يرى الراكب خرق الإبرة من مسيرة يوم».

3.روي الشيخ المفيد نحوه في الاختصاص، ص ۵۳ .

  • نام منبع :
    مختصر تفسير القمّي
تعداد بازدید : 82391
صفحه از 611
پرینت  ارسال به