379
مختصر تفسير القمّي

سورة العنكبوت (۲۹)

[مكّيّة، وآياتها تسع وستون‏]

بسم الله الرحمن الرحيم‏

[ ۱ - ۲ ] «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ألم أَ حَسِبَ النَّاسُ»...الآية، أي: لا يختبرون. ۱
عن محمّد بن الفضل، قال: سألت أباجعفر عليه السلام ۲ عن هذه الآية فقال: «صار العبّاس إلى أمير المؤمنين، فقال: انطلق بنا يبايع لك الناس. فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: أ تراهم فاعلين؟ قال: نعم. قال: فأين قوله: «الم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وهُمْ لا يُفْتَنُونَ»؟ » . ۳
[ ۱۶ - ۲۴ ] قوله: «وَ إِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ» إلى قوله: «تُرْجَعُونَ»، ثمّ انقطع خبر إبراهيم وقصّته، وخاطب اللَّه اُمّة محمّد صلى اللَّه عليه وآله، فقال: «وإِنْ تُكَذِّبُوا» يعني: رسول اللَّه، إلى قوله: «وأُولئِك لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ»، ثمّ عطف على خبر إبراهيم، فقال: «فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إلّا أَنْ قالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ»...الآية، فهذا دليل على أنّ القرآن منقطع معطوف . ۴
[ ۲۵ ] قوله: «يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ»، أي: يبرأ بعضكم من بعض، وهذا كفر البراءة . ۵
[ ۴۰ ] قوله: «فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِ حاصِباً»، وهم قوم لوط «ومِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ»،

1.رواه البحراني في البرهان، ج ۴، ص ۳۰۳، عن تفسير القمّي. وروي معناه الكافي، ج ۴، ص ۲۰۰، ح ۲ .

2.في الأصل: «محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن عليه السلام قال: جاء العبّاس...».

3.رواه البحراني في البرهان، ج ۴، ص ۳۰۳ - ۳۰۴، عن تفسير القمّي . هذا، ولم يذكر المؤلّف تفسير الآيات ۸ - ۱۲، فراجع الأصل.

4.رواه البحراني في البرهان، ج ۴، ص ۳۱۱، عن تفسير القمّي.

5.رواه البحراني في البرهان، ج ۴، ص ۳۱۱، عن تفسير القمّي. وروى نحوه في الكافي، ج ۲، ص ۲۸۷، ح ۱ .


مختصر تفسير القمّي
378

وروي عن عليّ بن الحسين عليهما السلام، قال: «يرجع إليكم نبيّكم صلى اللَّه عليه وآله، وأمير المؤمنين، والأئمّة عليهم السلام » . ۱
أقول: إنّ ذلك وعد من اللَّه أن يردّه إلى مكّة، وأنّه يملكها، فإنّه لمّا هاجر كان يلتفت إليها ويقول: «إنّها أحبّ البقاع إليّ» ۲ فنزلت الآية؛ هكذا ذكر في سبب نزولها. ۳
[ ۸۸ ] قوله: «كُلُّ شَىْ‏ءٍ هالِكٌ إلّا وَجْهَهُ» قال: «يهلك كلّ شي‏ء ويبقى الوجه؟! اللَّه أعظم من أن يوصف. لا، ولكن معناها: كلّ شي‏ء هالك إلّا دينه، ونحن الوجه الذي يؤتى اللَّه منه، لم نزل في عباده ما دام اللَّه له فيهم روية ۴ ، فإذا لم يكن له فيهم روية، رفعنا إليه، ففعل بنا ما أحبّ».
قلت: جعلت فداك، وما الروية؟ قال: «الحاجة». ۵
أقول: الوجه هو الذات، ولا يريد الوجه الذي هو المشهور؛ لاستحالة ذلك عليه ؛ لأنّه ليس بجسم، أي: كلّ شي‏ء من الذوات الممكنة تعدم إلّا ذات اللَّه سبحانه.

1.رواه البحراني في البرهان، ج ۴، ص ۲۹۱، عن تفسير القمّي .

2.راجع الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي، ج ۲، ص ۹۰۷ - ۹۱۰.

3.هذا، ولم يذكر المؤلّف تفسير الآية ۸۶، فراجع الأصل.

4.العبارة في النسخة هكذا: «لا يزال في عباد اللَّه ما دام للَّه فيهم روية».

5.رواه البحراني في البرهان، ج ۴، ص ۲۹۶، عن تفسير القمّي. وروى نحوه في الكافي، ج ۱، ص ۱۱۱، ح ۱ .

  • نام منبع :
    مختصر تفسير القمّي
تعداد بازدید : 81870
صفحه از 611
پرینت  ارسال به