315
مختصر تفسير القمّي

وفوّضت أمري إلى اللَّه». ۱
فأوحى اللَّه إلى النار: «كُونِى بَرْداً» فاضطربت أسنان إبراهيم عليه السلام من البرد حتّى قال: «وسَلاماً عَلى‏ إِبْراهِيمَ».
وانحطّ جبرئيل، وجلس معه يحدّثه في النار، فنظر إليه نمرود، فقال: من إتّخذ إلها فليتّخذ مثل إله إبراهيم.
فقال عظيم من عظماء أصحاب نمرود: إنّي عزمت على النار أن لا تحرقه. فخرج عمود من النار نحو الرجل فأحرقه.
فآمن له لوط وخرج معه مهاجراً إلى الشام، ونظر نمرود إلى إبراهيم عليه السلام في روضة خضراء في النار، ومعه شيخ يحدّثه، فقال لآزر: ما أكرم ابنك على ربّه!. ۲
ثمّ دعاه وقال له: اذهب، ولا تساكنّي في بلدي.
قال العالم: «كان الطير يمرّ بنار إبراهيم فيسقط فيها، وكان الوزغ ينفخ في نار إبراهيم، وكان الضفادع تذهب فتأتي بالماء لتطفئ به النار».
قال: «ولمّا قال اللَّه للنار: «كُونِى بَرْداً وسَلاماً» لم تعمل النار في الدنيا ثلاثة أيّام، وهو قوله: «وأَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الاخْسَرِينَ» ۳» . ۴
[ ۷۲ ] قوله: «نافِلَةً»، قال: «ولد الولد ۵ » . ۶
[ ۷۸ - ۷۹ ] قوله: «وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِى الْحَرْثِ»... الآية، قال: «كان في بني إسرائيل رجل له كُرم، ونفشت فيه غنم لرجل آخر باللّيل، وقضمته وأفسدته، فجاء صاحب الكرم إلى داود عليه السلام فاستعدى على صاحب الغنم، فقال داود عليه السلام: إذهبا إلى

1.راجع الأمالي الصدوق، ص ۱۸۱، ح ۴.

2.روي نحوه في الأمالي، ج ۲، ص ۲۷۳.

3.في الأصل زيادة: وقال اللَّه عزّ وجلّ: «ونَجَّيْناهُ ولُوطاً إِلَى الارْضِ الَّتِى بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ»، يعني: الشام، وسواد الكوفة، وكوثى ربا .

4.رواه البحراني في البرهان، ج ۳، ص ۸۲۳ - ۸۲۴، عن تفسير القمّي .

5.في الأصل زيادة: «و هو يعقوب».

6.رواه البحراني في البرهان، ج ۳، ص ۸۲۸، عن تفسير القمّي . هذا، ولم يذكر المؤلّف تفسير الآية ۷۴، فراجع الأصل.


مختصر تفسير القمّي
314

قال العالم عليه السلام: «و اللَّه ما فعله كبيرهم، وما كذب إبراهيم عليه السلام».
فقيل له: كيف ذلك؟
فقال: «إنّما قال: فعله كبيرهم هذا إن نطق، وإن لم ينطق فلم يفعل كبيرهم هذا شيئاً».
فاستشار نمرود قومه في إبراهيم عليه السلام، فقالوا له: «حَرِّقُوهُ وانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ» فجمع له الحطب، وشجروا فيه النار، حتّى إذا كان اليوم الذي اُلقى فيه نمرود إبراهيم عليه السلام في النار، برز نمرود وجنوده - وقد كان بني لنمرود بناء ينظر منه إلى إبراهيم عليه السلام كيف تأخذه النار - فجاء إبليس واتّخذ لهم المنجنيق، لأنّه لم يقدر أحد أن يقرب من تلك النار، وكان الطائر إذا مرّ في الهواء يحترق، فوضع إبراهيم عليه السلام في المنجنيق، وجاء أبوه فلطمه لطمة، وقال له: إرجع عمّا أنت عليه.
وأنزل الربّ ملائكة إلى السماء الدنيا، ولم يبق شي‏ء إلّا طلب إلى ربّه، وقالت الأرض: يا ربّ، ليس على ظهري أحد يعبدك غيره، فيحرق؟
وقالت الملائكة: يا ربّ، خليلك إبراهيم يحرق؟
فقال اللَّه عزّ وجلّ: أمّا إنّه إن دعاني كفيته.
وقال جبرئيل عليه السلام: يا ربّ، خليلك إبراهيم ليس في الأرض أحد يعبدك غيره، فسلّطت عليه عدوّه يحرقه بالنار؟
فقال: اسكت، إنّما يقول هذا عبد مثلك يخاف الفوت، وهو عبدي آخذه إن شئت، فإذا دعاني أجبته. ۱
فدعا إبراهيم عليه السلام ربّه بسورة الإخلاص: «يا اللَّه، يا واحد، يا أحد، يا صمد، يا من لم يلد ولم يولد، ولم يكن لّه كفوا أحد، نجّني من النار برحمتك».
قال: فالتقى جبرئيل معه في الهواء وقد وضع في المنجنيق، فقال: يا إبراهيم، هل لك إلىَّ من حاجة؟
فقال إبراهيم عليه السلام أمّا إليك فلا، وأمّا إلى ربّ العالمين فنعم. فدفع إليه خاتماً مكتوباً عليه: «لا إله إلّا اللَّه محمّدٌ رسول اللَّه، ألجأت ظهري إلى اللَّه، وأسندت أمري إلى اللَّه،

1.روي معناه في الكافي، ج ۸، ص ۳۶۸، ح ۵۵۹ .

  • نام منبع :
    مختصر تفسير القمّي
تعداد بازدید : 81988
صفحه از 611
پرینت  ارسال به