253
مختصر تفسير القمّي

[ ۹۴ ] قوله: «تُفَنِّدُونِ» أي: تكذبون . ۱
[ ۹۸ ] قوله: «سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي» قال العالم: «انتظر إلى السحَر كي لا يردّ؛ لقوله: «وَالمسْتَغْفِرين بالأسْحَار»۲ ». ۳
[ ۱۰۰ ] فرحل يعقوب وأهله إلى مصر، وقعد يوسف على سريره، ووضع تاج الملك على رأسه، فأراد أن يراه أبوه على تلك الحالة، فلمّا دخل أبوه واُمّه قال يوسف: «يَا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُؤْياىَ مِن قَبْلُ» ...الآية ». ۴
وروي عن العالم، أنّه قال: «لمّا دخل يعقوب على يوسف لم يقم له، فنزل جبرئيل فقال له: يا يوسف، أخرج يدك. فأخرجها ۵ ، فخرج من بين أصابعه نور، فقال: ما هذا؟ فقال: هذه النبوّة، أخرجها اللَّه من صلبك؛ لأنّك لم تقم لأبيك ۶ ، فلا يكون من صلبك نبيّ كما لم تقم لابيك، فمحا النبوّة من صلبك، وجعلها في ولد ۷ لاوي؛ لأنّه لمّا حبس يوسف أخاه قال: «فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّى‏ يَأْذَنَ لِى أَبِى» ۸فشكر اللَّه له ذلك، فجعل اللَّه النبوّة في صلبه، فكان أنبياء بني إسرائيل من ولده، وكان موسى من ولده، وهو موسى بن عمران بن يهصر بن واهث بن أفراثيم ۹ بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم».
وروي في الخبر: «أنّ يعقوب ليلة صار إلى يوسف قال: يا بنيّ أخبرني ما فعل بك إخوتك حين أخرجوك من عندي؟
قال: يا أبت إعفني من ذلك.

1.رواه البحراني في البرهان، ج ۳، ص ۲۰۳ - ۲۰۴، عن تفسير القمّي. وروى معناه العيّاشي في تفسيره، ج ۲، ص ۱۹۳، ح ۷۱.

2.آل عمران (۳): ۱۷.

3.رواه البحراني في البرهان، ج ۳، ص ۲۰۴ - ۲۰۵، عن تفسير القمّي. وروى نحوه في الكافي، ج ۲، ص ۳۴۶، ح ۶؛ و تفسير العيّاشي، ج ۲، ص ۱۹۶، ح ۸۰ و ۸۱.

4.رواه البحراني في البرهان، ج ۳، ص ۲۰۵، عن تفسير القمّي.

5.في «ب»: «أبسط يدك، فبسطها».

6.روى معناه في علل الشرائع، ص ۵۵، ح ۲.

7.في «ب»: «صلب».

8.يوسف (۱۲): ۸۰.

9.في هامش «ط» من نسخة: «واهب».


مختصر تفسير القمّي
252

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ: من يعقوب إسرائيل اللَّه، ابن إسحاق بن إبراهيم خليل اللَّه. أمّا بعد، فإنّ البلاء موكّل ببني آدم، إنّ جدّي إبراهيم ألقاه نمرود ملك الدنيا في النار فلم يحترق، وجعلها اللَّه عليه برداً وسلاماً، وإنّ أبي إسحاق ۱ أمر اللَّه تعالى جدّي أن يذبحه بيده، فلمّا أراد أن يذبحه، فدّاه اللَّه بكبش ۲ عظيم، وإنّه كان لي ولد لم يكن في الدنيا أحد أحبّ إليّ منه، وكان قرّة عيني وثمرة فؤادي، فأخرجه إخوته ثمّ رجعوا إليّ، وزعموا أنّ الذئب أكله، فاحدودب لذلك ظهري، وذهب من كثرة البكاء عليه بصري، وكان له أخ من اُمُه كنت آنس به، وأتسلّى به، فخرج مع إخوته إلى ما قِبَلَكَ ۳ ليمتاروا لنا طعاماً، فرجعوا اليّ وذكروا: أنّه سرق صواع الملك، وأنّك حبسته، وإنّا أهل بيت لا يليق بنا السرق ولا الفاحشة، وأنا أسألك بآله إبراهيم وإسحاق ويعقوب إلّا ما مننت عليّ به، وتقرّبت إلى اللَّه ورددته إليّ.
فلمّا ورد الكتاب على يوسف، أخذه ووضعه على وجهه، وقبله وبكى بكاء شديداً، ثمّ نظر إلى إخوته فقال لهم ۴ : «هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ»...الآية . ۵
فقالوا كما حكى اللَّه عزّ وجلّ: «لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ قَالَ لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ» أي: لا تعيير ۶«يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ». ۷
ثمّ قال: «اذْهَبُوا بِقَمِيصِى»...الآية، فيقال: إنّ ذلك القميص، قميص إبراهيم الذي كان عليه حين ألقاه نمرود في النار، فلم يحترق، وكان مخيطاً في تميمة معلّقاً في عنق يوسف.

1.الذي عليه أغلب الروايات: أنّ الذبيح هو إسماعيل عليه السلام. راجع: مجمع البيان، ج ۸، ص ۷۰۷؛ تفسير الميزان، ج ۱۷، ص ۱۵۵.

2.في «ب»: «بذبح».

3.في «ط»: «إلى ملكك»، وفي «ب»: «إلى قبيلك».

4.في «ب»: «فلمّا ورد الكتاب على يوسف وقرأه بكى، ودخل البيت فأطال البكاء فيه، ثمّ خرج ثمّ قال لإخوته».

5.روى نحوه العيّاشي في تفسيره، ج ۲، ص ۱۹۰، ح ۶۵.

6.في البرهان: «لا تخليط».

7.رواه البحراني في البرهان، ج ۳، ص ۱۹۳، عن تفسير القمّي. وراجع أيضاً علل الشرائع، ص ۵۴، ح ۱.

  • نام منبع :
    مختصر تفسير القمّي
تعداد بازدید : 82290
صفحه از 611
پرینت  ارسال به