على أن يضرب كلّ رجل منّا مائة جلدة، وأنّنا ننفلت أن ينزل فينا قرآناً!! على حدّ الاستهزاء.
فنزل جبرئيل وأخبره بذلك، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله لعمار بن ياسر: «أدرك القوم وسلهم عمّا قالوا، فإنّ أنكروا فأخبرهم بما قالوا» فذهب وأعلمهم، فأتوا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله يعتذرون إليه، فقال وديعة بن ثابت: يا رسول اللَّه، إنّما كنّا نخوض ونلعب، فلم يلتفت إليه، وأنزل اللَّه فيما قال مخشيّ وأصحابه: «يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ»...الآية». ۱
[ ۹۰ ] وجاء قوم من الأعراب يستأذنون رسول اللَّه في المقام، وقعد عنده قوم بلا إذن، فنزل: «وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ»...الآية.
[ ۱۰۲ - ۱۰۳ ] قوله: «وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ» نزلت في أبي لبابة كما تقدّم ۲ ، فنصف الآية في سورة الأنفال ونصفها في التوبة. وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: «يا أبا لبابة، قد تاب اللَّه عليك توبة لو ولدت من اُمّك يومك هذا لكفاك».
فقال: يا رسول اللَّه، أفأتصدّق بمالي كلّه؟ قال: «لا».
قال: فبثلثيه؟ قال: «لا».
قال: فبنصفه؟ قال: «لا».
قال: فبثلثه؟ قال: «نعم، فأنزل اللَّه: «خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ»...الآية». ۳
[ ۵۸ ] قوله: «وَمِنْهُمْ مَن يَلْمِزُكَ فِى الصَّدَقَاتِ»...الآية، فإنّها نزلت لمّا جاءت الصدقات وجاء الأغنياء، وظنّوا أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله يقسّمها بينهم، فلمّا قسّمها على الثمانية تغامزوا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله ولمزوه. ۴
1.رواه البحراني في البرهان، ج ۲، ص ۸۰۷، عن تفسير القمّي. وراجع أيضاً تفسير العيّاشي، ج ۲، ص ۹۵، ح ۸۴ ؛ ومجمع البيان، ج ۵، ص ۷۰. والقصّة بالتفصيل في التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام، ص ۳۸۰، ح ۲۶۵.
2.راجع تفسير الآية (۲۷) من سورة الأنفال (۸).
3.رواه البحراني في البرهان، ج ۲، ص ۸۳۵، عن تفسير القمّي. وراجع أيضاً تفسير العيّاشي ۲، ص ۱۰۵، ح ۱۰۵ و ۱۰۶.
4.رواه البحراني في البرهان، ج ۲، ص ۷۹۴، عن تفسير القمّي. وراجع أيضاً كتاب الزهد للحسين بن سعيد، ص ۴۷، ح ۱۲۶.