على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله فأخبره. فبعث أمير المؤمنين عليه السلام والزبير في طلبها فلحقاها، ۱ فأخذا الكتاب منها، وردّوها إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله. فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: «يا حاطب ما هذا؟» قال: يا رسول اللَّه بأبي أنت واُمّي، واللَّه ما غيّرت ولا بدّلت ولانافقت، ولكن أهلي وعيالي كتبوا إليّ [بحسن صنع قريش إليهم] ۲ فأحببت أن أداري قريشاً لحسن جوارهم لهم. فقال عمر: يارسول اللَّه، مرني أضرب عنقه فقد نافق. فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: «وما علمك؟» فنزل جبرئيل على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله بسورة الممتحنة : «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّى وعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ» ۳... السورة، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: «يا حاطب استغفر اللَّه»، ولم يغمز عليه في نفاق.
ثمّ بعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله رسله إلى قبائل العرب، ومن كان قد دخل في الإسلام من مزينة وجهينة وأسلم وسليم وغفّار، ومن كان حول المدينة من قبائل العرب، واستنفرهم، وأظهر أنّه يريد هوازن؛ وذلك أنّ مالك بن عوف النضري قد كان جمع الجموع وأراد أنّ يغزوا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله، فأظهر أنّه يريد هوازن، فخرج من المدينة وعقد اللواء الأكبر ودفع لواء المهاجرين إلى عليّ عليه السلام.
ودفع لواء الخزرج إلى سعد بن عبادة، ودفع لواء الأوس إلى أبي الهيثم بن التيهان، وضرب عسكره بذي الحليفة، وأقبلت الأمداد تأتيه من العرب، فدفع إلى كلّ رئيس قوم رايته.
وسار رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وجعل على المقدّمة بني سليم، وعلى الميمنة سعد بن عبادة، وعلى الميسرة أبا الهيثم، وضمّ إلى كلّ رئيس قوماً من قبائل العرب، وجعل على الساقة: أبا ذرّ الغفاري رضى اللَّه عنه، وكان هو على القلب، مع سراة المهاجرين والأنصار، وعليّ بين يديه معه الراية العظمى.
1.ما بين المعقوفتين من الأصل.
2.في الأصل هنا زيادة مايلى: «فقال لها أمير المؤمنين عليه السلام: «أين الكتاب؟» فقالت: ما معي شيء، ففتشاها فلم يجدا معها شيئا، فقال الزبير: ما نرى معها شيئاً، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: «و اللَّه ما كذبنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله، ولا كذب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله على جبرئيل عليه السلام، ولا كذب جبرئيل على اللَّه جلّ ثناؤه، واللَّه لتظهرنّ الكتاب أو لأوردنّ رأسك إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله. فقالت: تنحيا حتّى أخرجه، فأخرجت الكتاب من قرونها.
3.الممتحنة (۶۰): ۱ - ۱۰.