191
مختصر تفسير القمّي

المكان ۱ وبعث اللَّه العنكبوت فنسجت على باب الغار، وجاء فارس من الملائكة في صورة الإنس، فوقف على باب الغار، فجعل يقول: ليس هنا أحد، اُطلبوه في هذه الشعاب. ۲ .
فبقي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله في الغار ذلك اليوم ومن الغد، فلمّا كان اليوم الثالث بالعشيّ، أذن اللَّه له صلى اللَّه عليه وآله في الهجرة ، فهاجر إلى المدينة. ۳

[الجزء العاشر]

[ ۶۵ - ۶۶ ] قوله: «إِن يَكُن مِنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ»...الآية، منسوخ بقوله: «الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ»...الآية ۴ ، ۵ . ۶
[ ۷۲ ] [قوله:] ۷«وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا»...الآية، نزلت في الأعراب، وذلك أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله صالحهم على أن يدعهم في ديارهم ولا يهاجروا إلى المدينة، على أنّه إن احتاج إليهم في الحرب دعاهم، وليس لهم في الغنيمة نصيب. ۸
أقول: في هذا الحكم نظر؛ وكذلك أنكره ابن ادريس رحمه اللَّه عليه ۹ ؛ فإنّ الغنيمة تقسم في المقاتلة إجماعاً.

1.في الأصل هنا زيادة: «إمّا أن يكونا صعدا إلى السماء أو دخلا تحت الأرض».

2.في الأصل زيادة: «فتفرّقوا في الشعاب».

3.رواه البحراني في البرهان، ج ۲، ص ۶۶۸ - ۶۷۱، عن تفسير القمّي. وروى قصّة الهجرة الطوسى في الأمالي، ج ۲، ص ۷۸، أيضاً، فراجع.

4.الأنفال (۸): ۶۶.

5.في الأصل زيادة: «ففرض اللَّه عليهم أن يقاتل رجل من المؤمنين رجلين من الكفّار، فإنّ فرّ منهما فهو الفارّ من الزحف، فإن كانوا ثلاثة من الكفّار وواحد من المسلمين ففرّ المسلم منهم فليس هو الفارّ من الزحف».

6.رواه البحراني في البرهان، ج ۲، ص ۷۰۹، عن تفسير القمّي. وراجع أيضاً التهذيب، ج ۶، ص ۱۷۴، ح ۴۳۲. هذا، ولم يذكر المؤلّف أوّل تفسير الآية ۷۲، فراجع الأصل.

7.ما بين المعقوفتين من الأصل.

8.رواه البحراني في البرهان، ج ۲، ص ۷۲۰، عن تفسير القمّي. و راجع أيضاً تفسير العيّاشي، ج ۲، ص ۷۰، ح ۸۱ .

9.السرائر، ج ۲، ص ۱۱.


مختصر تفسير القمّي
190

لهب، فقال أبو لهب: لا أدعكم أن تدخلوا عليه ليلاً، فإنّ في الدار نساءاً وأطفالاً، ولا نأمن أن تقع بهم يد خاطئة في ظلمة الليل، ولكن نحرسه [الليلة] ۱ ، فإذا أصبحنا دخلنا عليه. فناموا حول حجرة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله، وأمر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله عليّاً أن ينام على فراشه، فنام على فراشه، والتحف ببردته.
وجاء جبرئيل عليه السلام فأخذ بيد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وأخرجه [على قريش وهم نيام‏] ۲ ، وهو يقرأ عليهم: «وجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ» ۳...الآية، ومضى. وقال له جبرئيل: خذ ناحية ثور - وهو جبل على طريق منى له سنام كسنام الثور - فمر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وتلقاه ۴ أبو بكر في الطريق، فأخذ بيده ومرّ به، فلمّا انتهى إلى ثور ودخل الغار.
فلمّا أصبحت قريش وأضاء الصبح، وثبوا في الحجرة وقصدوا الفراش، فوثب عليّ في وجوههم، وقال: ما شأنكم؟.
فقالوا أين محمّد؟
قال: خرج عنكم، ألستم قلتم: أخرج عنا؟
فأقبلوا عليه ۵ يضربونه، وقالوا: أنت كنت تخدعنا منذ الليلة.
أقول: في ضربه نظر؛ فإنّهم هابوه وخرجوا، ولم يقل أحد من المفسّرين الشيعة والسنّة: إنّهم ضربوه، بل قال بعضهم: إنّه حمل عليهم حتّى أخرجهم؛ واللَّه أعلم. ۶
وتفرّقوا في الجبال، وكان فيهم رجل من خزاعة، يقال له: أباكرز، يقفوا الآثار، فقالوا: يا أبا كرز، اليوم اليوم، فوقف بهم على باب الحجرة وقال: هذه قدم محمّد، فما زال يمرّ بهم على طريق ثور حتّى أوقفهم على ۷ موضع، فقال: هذه قدم ابن أبي قحافة، فما زال يمر حتّى وضعهم ۸ على باب الغار وقال: ما جاز أحد هذا

1.ما بين المعقوفتين من الأصل.

2.يس (۳۶): ۹.

3.في «ب» و «ج»: «فلقيه».

4.الموجود في الأصل: «فأقبلوا على أبي لهب يضربونه»، وعليه فلا يرد مايستشكله المؤلّف فيما يأتي.

5.الأمر كما ذكره المؤلّف، وإنّما أوجب الالتباس ما حذفه من الأصل وإبداله الاسم بالضمير في قول على بن إبراهيم: «فأقبلوا على أبي لهب يضربونه»، فالمضروب كان أبي لهب، وليس الإمام علي عليه السلام.

6.في «ب» و «ج»: «حتّى انتهى إلى‏».

7.في «ب» و «ج»: «أوقفهم».

  • نام منبع :
    مختصر تفسير القمّي
تعداد بازدید : 81880
صفحه از 611
پرینت  ارسال به