113
پرتوی از تفسیر اهل بیت علیهم السلام (مبانی و روش) جلد اول

فَقالَ عَلىُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الجَهمِ: یَقُولُونَ إِنَّ داوُدَ كانَ فى مِحرابِهِ یُصَلِّى، فَتَصَوَّرَ لَهُ إِبلیسُ عَلىٰ صورَةِ طَیرٍ أَحسَنَ مَا یَكونُ مِنَ الطُّیورِ، فَقَطَعَ دَاوُدُ صَلاتَهُ وَ قامَ لِیَأخُذَ الطَّیرَ، فَخَرَجَ الطَّیرُ إِلَى الدَّارِ فَخَرَجَ الطَّیرُ إلَى السَّطحِ، فَصَعِدَ فى طَلَبِهِ، فَسَقَطَ الطَّیرُ فى دَارِ اُوریا بنِ حَنان فَأَطلَعَ داوُدُ فى أَثَرِ الطَّیرِ، فَإِذا بِامرَأَةِ اُورِیا تَغتَسِلُ، فَلَمّا نَظَر إِلَیها هَواها، وَ كان قَد أَخرَجَ اُورِیا فى بَعضِ غَزَواتِهِ، فَكتَبَ إِلى صاحِبِهِ: أَن قَدِّم اُورِیا أَمامَ التّابُوتِ، فَقُدِّمَ فَظَفِرَ اُورِیا بِالمُشرِكینَ، فَصَعُبَ ذٰلِکَ عَلَىٰ دَاوُدَ، فَكتَبَ إِلَیهِ ثَانِیةً أَن قَدِّمهُ أَمامَ التَابُوتِ، فَقُدِّمَ فَقُتِلَ اُورِیا فَتَزَوَّجَ دَاوُدُ بِامرَأَتِهِ.

۰.قالَ: فَضَرَبَ الرِّضا علیه السلام بِیَدِهِ عَلىٰ جَبهَتِهِ وَ قالَ: إِنَّا لِلّٰهِ وَ إِنّا إِلَیهِ راجِعونَ. لَقَد نَسَبتُم نَبِیّاً مِن أَنبِیاءِ اللهِ إِلَى التَّهاوُنِ بِصَلاتِهِ حَتّى خَرَجَ فِى أَثَرِ الطَّیرِ، ثُمَّ بِالفاحِشَةِ، ثُمَّ بِالقَتلِ! فَقالَ: یا ابنَ رَسُولِ اللهِ! فَما كانَ خَطِیئَتُهُ؟ فَقالَ: «وَیحَکَ! إِنَّ دَاوُدَ إِنَّما ظَنَّ أَنَّ ما خَلَقَ اللَّهُ عز و جل خَلقاً هُوَ أَعلَمُ مِنهُ، فَبَعَثَ اللَّهُ عز و جل إِلَیهِ المَلَكَینِ فَتَسَوَّرَا المِحرابَ فَقالا: ( خَصْمٰانِ بَغىٰ بَعْضُنٰا عَلىٰ بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنٰا بِالْحَقِّ وَ لاٰ تُشْطِطْ وَ اهْدِنٰا إِلىٰ سَوٰاءِ الصِّرٰاطِ * إِنَّ هٰذٰا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَ تِسْعُونَ نَعْجَةً وَ لِیَ نَعْجَةٌ وٰاحِدَةٌ فَقٰالَ أَكْفِلْنِيهٰا وَ عَزَّنِی فِي الْخِطٰابِ)۱، فَعَجَّلَ داوُدُ عَلَى المُدَّعى عَلَیهِ فَـ ( قٰالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤٰالِ نَعْجَتِكَ إِلىٰ نِعٰاجِهِ)۲ وَ لَم یسأَلِ المُدَّعِى البَیّنَةَ عَلىٰ ذلِکَ وَ لَم یَقبِل عَلَى المُدَّعىٰ عَلَیهِ فَیَقُولَ لَهُ: ما تَقولُ؟ فَكانَ هَذٰا خَطِیئَةُ رَسمِ الحُكمِ، لا ما ذَهَبتُم إِلَیهِ، أَ لا تَسمَعُ اللَّهَ عز و جل یقولُ: ( يٰا دٰاوُدُ إِنّٰا جَعَلْنٰاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النّٰاسِ بِالْحَقِّ وَ لاٰ تَتَّبِعِ الْهَوىٰ)۳ إِلَىٰ آخِرِ الآیَةِ؟

۰.فَقالَ: یا ابنَ رَسولِ اللهِ! فَما قِصَّتُهُ مَعَ اُورِیا؟ فَقالَ الرِّضَا علیه السلام: «إِنَّ المَرأَةَ فى أَیّامِ داوُدَ كانَت إِذا ماتَ بَعلُها أَو قُتِلَ لا تَتَزَوَّجُ بَعدَهُ أَبَداً، وَ أَوَّلُ مَن أَباحَ اللهُ لَهُ أَن

1.. ص: آیۀ ۲۲ و ۲۳.

2.. ص: آیۀ ۲۴.

3.. ص: آیۀ ۲۶.


پرتوی از تفسیر اهل بیت علیهم السلام (مبانی و روش) جلد اول
112

قَولِ اللَّهِ عز و جل: ( وَ عَصىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوىٰ)۱، وَ فى قَولِهِ عز و جل: ( وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغٰاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ)۲، وَ فى قَولِهِ عز و جل فى یوسُفَ: ( وَ لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَ هَمَّ بِهٰا)۳، وَ فى قَولِهِ [عز و جل فى دَاوُودَ]. ( ظَنَّ دٰاوُدُ أَنَّمٰا فَتَنّٰاهُ)۴ وَ قَولِهِ تَعالى فى نَبِیَّهِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله: ( وَ تُخْفِی فِی نَفْسِكَ مَا اللّٰهُ مُبْدِيهِ)؟۵

۰.فَقالَ الرِّضا: «وَیحَک یا عَلىٌّ! اتَّقِ اللهَ وَ لا تَنسُب إِلىٰ أَنبِیاءِ اللَّهِ الفَواحِشَ، وَ لا تَتَأَوَّل كِتابَ اللهِ بِرَأیِکَ؛ فَإِنَّ اللهَ عز و جل قَد قالَ: ( وَ مٰا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلّٰا اللّٰهُ وَ الرّٰاسِخُونَ)۶. وَ أَمَا قَولُهُ عز و جل فِى آدَمَ ( وَ عَصىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوىٰ) فَإِنَّ اللَّهَ عز و جل خَلَقَ آدَمَ حُجَّةً فى أَرضِهِ وَ خَلیفَةً فِى بِلادِهِ لَم یَخلُقهُ لِلجَنَّةِ وَ كانَتِ المَعصِیةُ مِن آدَمَ فى الجَنَّةِ لا فى الأَرضِ وَ عِصمَتُهُ تَجِبُ أَن یَكونَ فِى الأرضِ؛ لِیَتِمَّ مَقادیرُ أَمرِ اللَّهِ، فَلَمّا اُهبِطَ إِلَى الأَرضِ وَ جُعِلَ حُجَّةً وَ خَلیفَةً، عُصِمَ بِقَولِهِ عز و جل: ( إِنَّ اللّٰهَ اصْطَفىٰ آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْرٰاهِيمَ وَ آلَ عِمْرٰانَ عَلَى الْعٰالَمِينَ).۷ وَ أَمّا قَولُهُ عز و جل ( وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغٰاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ)، إِنّما ظَنَّ بِمَعنَىٰ استَیقَنَ أَنَّ اللَّهَ لَن یُضَیَّقَ عَلَیهِ رِزقَهُ، أَلا تَسمَعُ قَولَ اللَّهِ عز و جل: ( وَ أَمّٰا إِذٰا مَا ابْتَلاٰهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ)؟۸ أَى ضَیَّقَ عَلَیهِ رِزقَهُ، وَ لَو ظَنَّ أَنَّ اللَّهَ لا یَقدِرُ عَلَیهِ لَكانَ قَد كَفَرَ. و أَمّا قَولُهُ عز و جل فِى یوسُفَ ( وَ لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَ هَمَّ بِهٰا)، فَإِنَّها هَمَّت بِالمَعصِیةِ وَ هَمَّ یوسُفُ بِقتلِها إِن أَجبَرَتهُ؛ لِعِظَمِ ما تَداخَلَهُ، فَصَرَفَ اللهُ عَنهُ قَتلَها وَ الفاحِشَةَ، وَ هُوَ قَولُهُ عز و جل: (كَذٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَ الْفَحْشٰاءَ)۹؛ یعنِى القَتلَ وَ الزّناءَ. وَ أَمَّا داوُدُ فَما یَقُولُ مَن قِبَلَكُم فِیهِ؟

1.. طه: آیۀ ۱۲۱.

2.. انبیا: آیۀ ۸۷ .

3.. یوسف: آیۀ ۲۴.

4.. ص: آیۀ ۲۴.

5.. احزاب: آیۀ ۳۷.

6.. آل عمران: آیۀ ۷.

7.. آل عمران: آیۀ ۳۳.

8.. فجر: آیۀ ۱۶.

9.. یوسف: آیۀ ۲۴.

  • نام منبع :
    پرتوی از تفسیر اهل بیت علیهم السلام (مبانی و روش) جلد اول
    سایر پدیدآورندگان :
    عبدالهادي مسعودي
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات بنیاد پژوهش های اسلامی آستان قدس رضوی
    محل نشر :
    مشهد
    تاریخ انتشار :
    1398/01/01
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1511
صفحه از 272
پرینت  ارسال به