الذين يدّعون حبّ أهل البيت عليهمالسلام نفاقاً، ولكنّهم يتصرّفون خلاف ذلك. قال الإمام الباقر عليهالسلام في حديث له:
۰.لَو قَد قامَ قائِمُنا، بَدَأَ بِالَّذينَ يَنتَحِلونَ حُبَّنا فَيَضرِبُ أعناقَهُم.۱
وأشار الحديث الآتي إلى عمل آخر وهو ذبح المخالفين:
عن أبي جَعفَرٍ الباقِرِ عليهالسلام قالَ: وَيحَ هذِهِ المُرجِئَةِ ! إلى مَن يَلجَؤنَ غَداً إذا قامَ قائِمُنا؟ قُلتُ: إنَّهُم يَقولونَ: لَو قَد كانَ ذلِك كنّا وَأَنتُم فِي العَدلِ سَواءً، فَقالَ: مَن تابَ تابَ اللّهُ عَلَيهِ، وَمَن أسَرَّ نِفاقاً فَلا يُبعِدُ اللّهُ غَيرَهُ، وَمَن أظهَرَ شَيئاً أهرَقَ اللّهُ دَمَهُ. ثُمَّ قالَ: يَذبَحُهُم ـ وَ الَّذي نَفسي بِيَدِهِ ـ كما يَذبَحُ القَصّابُ شاتَهُ ـ وَأَومَأَ بِيَدِهِ إلى حَلقِهِ ـ.
قُلتُ: إنَّهُم يَقولونَ: إنَّهُ إذا كانَ ذلِك استَقامَت لَهُ الأُمورُ فَلا يُهَريقُ مِحجَمَةَ دَمٍ. فَقالَ: كُلاّ وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ، حَتّى نَمسَحَ وَأَنتُمُ العَرَقَ وَالعَلَقَ ـ وَأَومَأَ بِيَدِهِ إلى جَبهَتِهِ ـ.۲
يواجه الحديث الأوّل تشكيكاً في السند ؛ إذ لم تذكره المصادر الحديثيّة القديمة والأصليّة للإماميّة، وورد في كتاب الإيضاح فقط. ونصُّ الحديث الثاني نُقل فقط في الغيبة للنعمانيّ، وأحد أسانيده مقبول.
المفهوم والمقصود
يحتمل قويّاً تغيّر تعبير الإمام بـ «ضرب الأعناق» و «الذبح» في أحاديث الصنف الثاني من حيث الدلالة نتيجة لنقل الرواة بالمعنى، ويكون إشارة إلى نوع القتل الشائع في عرف العرب بفصل الرأس عن الجسم.
وعلى فرض عدم قبول النقل بالمعنى، فالتعابير المذكورة معانٍ كنائيّة تشير إلى القتل، وتؤّد أصل مقتل المعاندين، وليس بالضرورة أن يُقتلوا بهذه الطريقة حتماً.
كما يمكن تبرير الأفعال المذكورة في الحديثين بغضّ النظر عن صحّة سندهما