97
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس

الذين يدّعون حبّ أهل البيت عليهم‏السلام نفاقاً، ولكنّهم يتصرّفون خلاف ذلك. قال الإمام الباقر عليه‏السلام في حديث له:

۰.لَو قَد قامَ قائِمُنا، بَدَأَ بِالَّذينَ يَنتَحِلونَ حُبَّنا فَيَضرِبُ أعناقَهُم.۱

وأشار الحديث الآتي إلى عمل آخر وهو ذبح المخالفين:

عن أبي جَعفَرٍ الباقِرِ عليه‏السلام قالَ: وَيحَ هذِهِ المُرجِئَةِ ! إلى مَن يَلجَؤنَ غَداً إذا قامَ قائِمُنا؟ قُلتُ: إنَّهُم يَقولونَ: لَو قَد كانَ ذلِك كنّا وَأَنتُم فِي العَدلِ سَواءً، فَقالَ: مَن تابَ تابَ اللّه‏ُ عَلَيهِ، وَمَن أسَرَّ نِفاقاً فَلا يُبعِدُ اللّه‏ُ غَيرَهُ، وَمَن أظهَرَ شَيئاً أهرَقَ اللّه‏ُ دَمَهُ. ثُمَّ قالَ: يَذبَحُهُم ـ وَ الَّذي نَفسي بِيَدِهِ ـ كما يَذبَحُ القَصّابُ شاتَهُ ـ وَأَومَأَ بِيَدِهِ إلى حَلقِهِ ـ.

قُلتُ: إنَّهُم يَقولونَ: إنَّهُ إذا كانَ ذلِك استَقامَت لَهُ الأُمورُ فَلا يُهَريقُ مِحجَمَةَ دَمٍ. فَقالَ: كُلاّ وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ، حَتّى نَمسَحَ وَأَنتُمُ العَرَقَ وَالعَلَقَ ـ وَأَومَأَ بِيَدِهِ إلى جَبهَتِهِ ـ.۲

يواجه الحديث الأوّل تشكيكاً في السند ؛ إذ لم تذكره المصادر الحديثيّة القديمة والأصليّة للإماميّة، وورد في كتاب الإيضاح فقط. ونصُّ الحديث الثاني نُقل فقط في الغيبة للنعمانيّ، وأحد أسانيده مقبول.

المفهوم والمقصود

يحتمل قويّاً تغيّر تعبير الإمام بـ «ضرب الأعناق» و «الذبح» في أحاديث الصنف الثاني من حيث الدلالة نتيجة لنقل الرواة بالمعنى، ويكون إشارة إلى نوع القتل الشائع في عرف العرب بفصل الرأس عن الجسم.

وعلى فرض عدم قبول النقل بالمعنى، فالتعابير المذكورة معانٍ كنائيّة تشير إلى القتل، وتؤّد أصل مقتل المعاندين، وليس بالضرورة أن يُقتلوا بهذه الطريقة حتماً.

كما يمكن تبرير الأفعال المذكورة في الحديثين بغضّ النظر عن صحّة سندهما

1.. راجع: الإيضاح : ص ۴۷۵.

2.. راجع: ص ۷۵ ح ۱۶۸۱.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
96

انْتَهَوْا فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ»۱ تشابه الآية موضوع البحث من سورة الأنفال، واستنبط من مفادهما شروطاً للمواجهة المسلّحة، فرأى أنّ آيات هذا الموضوع تشير إلى المواجهة المسلّحة بعد الدعوة وإتمام الحجّة، ولا تجوز الحرب دون الدعوة المسبقة والحوار مع تيّار الفتنة والكفر، وآية: «فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآَْيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»۲ نظير ذلك.۳

والنتيجة: أنّ العمل المسلّح مشروط بالدعوة المسبقة وعدم إيمان أصحاب الفتنة عناداً وحقداً.

وفي خلاصة أحاديث المجموعة الأُولى يمكن القول: إنّ الأحاديث المذكورة ليست بمعنى القتل بدون نظام ومنطق، بل له معيار يتّكئ على تعاليم الوحي، استناداً إلى ضرورة مقابلة الفتنة وشروطها من منظار قرآنيّ.

ومن جهة أُخرى، فهذا العمل سيتمّ خطوة بعد خطوة في ثلاث مراحل: المناظرة، والمباهلة، والمقاتلة. وبعبارة أُخرى: يشترط في الحرب مع أصحاب الفتنة وأتباعهم أن يسبقها حوار واحتجاج معهم، ثمّ عنادهم وعدم اقتناعهم، فعندئذٍ لا يبقى حلّ وعلاج سوى قتالهم.

ولكن ينبغي إضافة أنّ حكم هذه الآية مختصّ بأئمّة الفتنة، وأمّا المضلَّلين من قبل أُولئك الأئمّة ومن التحق بجبهة الفتنة جهلاً أو طمعاً أو إكراهاً، فهو معذور وخارج عن موضوع هذه الآية إذا ما أعرض عمليّاً عن جبهة الفتنة بعد أن تبيّن له الحقّ.

الصنف الثاني: ضرب أعناق المخالفين

أخبرت بعض النصوص الحديثيّة أنّ العمل المسلّح للإمام المهديّ علیه السلام يبدأ بضرب أعناق

1.. البقرة: ۱۹۳.

2.. التوبة: ۱۱.

3.. الميزان في تفسير القرآن: ج ۲ ص ۶۳.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8265
صفحه از 483
پرینت  ارسال به