ويُستفاد من هذه التحليلات أنّ أحاديث الظهور أو الخروج بالسيف ليست معتبرة تماماً من وجهة نظر بعض علماء الحديث الشيعة.
رابعاً: خلت أحاديث وارث السنّة والجفر الأحمر من أيّ دلالة على العنف، بل تدلّ على المصادر العلميّة للإمام المهديّ علیه السلام واطّلاعه على أحكام الشريعة الإسلاميّة، وهذا في حدّ ذاته معيار لأعماله غير خارجة عن الموازين الإسلاميّة.
النوع الثاني: القتال المسلّح
وجه الاشتراك بين هذه الأحاديث التي نُقلت عن الإمام الباقر عليهالسلام بطرق متعدّدة، هو تطبيق هذه الآية على قيام الإمام المهديّ علیه السلام :
«وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ».۱
وقبل مفسّرو الإماميّة بتطبيقيّة هذه المجموعة من الأحاديث، وطبّقوا ـ وفقاً لها ـ مَفاد الآية على قيام الإمام المهديّ علیه السلام ، وطبّق بعض مفسّري أهل السنّة هذه الآية على نزول عيسى عليهالسلام في آخر الزمان۲، ويمكن جمعه مع رأي الشيعة.
ولم يخالف سائر مفسّري أهل السنّة في تطبيق هذه الآية على ظهور الإمام المهديّ علیه السلام .۳
وزمان تحقّق هذه الآية وفقاً لهذه الأحاديث سيحدث في وقت ظهور الإمام المهديّ علیه السلام الذي سينشر التوحيد في الأرض ويثبّته باستئصال جذور الشرك. واستناداً إلى ظاهر تعبير: «وَقَاتِلُوهُمْ» في الآية المذكورة، فعمليّة نشر وتثبيت الإسلام بين الناس في أرجاء الكرة الأرضيّة ستتمّ بعمل الإمام عليهالسلام المسلّح ضدّ أصحاب الفتنة والمخالفين. وأحاديث