جيّد، وأسانيدها جديرة بالاعتماد. والحديث الوحيد للإمام علي عليهالسلام ورد في مصدر غير شيعيّ، وهو شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، وفُقد من النسخ الحاليّة للنهج.
المفهوم والمقصود
التزمت أحاديث النوع الأوّل بالصمت عمّا إذا قُصد بالسيف سيف خاصّ كذي الفقار مثلاً، أو سيف عاديّ، أو رمز للقوّة العسكريّة والآلة الدفاعيّة.
ولا يدلّ المضمون المشترك لأحاديث «صاحب السيف» على العنف أو القتل وإراقة الدماء، ولا يمكن استفادة أُسلوب العنف والقتل أساساً من المفهوم اللغويّ وحتّى المفهوم العرفيّ لـ «صاحب السيف»، بل هو رمز للقدرة العسكريّة، أو الوسيلة الدفاعيّة اكتسبت استعمالاً خاصّاً في هذا المعنى خلال عصر صدور الحديث، وإلاّ ينبغي وصف كلّ صاحب سيف بالعنف والقتل، ولذلك يبدو أنّ «صاحب السيف» تعبير كنائيّ عن تسلّحه بالقوّة العسكريّة للدفاع وإحباط المتمرّدين من الأشخاص والعصابات لزعزعة أمن المجتمع حقداً وعناداً. وتُقدّم جميع الأحاديث شَفرات مختلفة للكشف عن الشخصيّة الدفاعيّة والعسكريّة للإمام المهديّ علیه السلام ، ويمكن استنباط الأُمور التالية منها بنحوٍ عامّ:
أوّلاً: يتسلّح الإمام المهديّ علیه السلام بأدوات عسكريّة ودفاعيّة عند ظهوره، وكلمة السيف رمز وكناية عن آلات الحرب والأسلحة المناسبة لعصر الظهور، وإن لم يفهم الناس في عصر صدور الأحاديث من هذه الكلمة سوى السيف نفسه، وربّما أضافوا إليه ما يتخيّلونه من دروع ورماح أيضاً.
واستخدم هذا النوع من الأحاديث مفاهيم معيّنة لها مصاديق محدّدة وخاصّة ممّا تداوله الناس في زمن صدورها، ولم يفهموا من تلك الألفاظ إلاّ المصاديق الموجودة آنذاك، في حين عنى بها النبيّ صلىاللهعليهوآله أو الأئمّة عليهمالسلام مصداقاً آخر سيظهر في زمن وقوع الحدث، وكمثال على اختلاط المفهوم بالمصداق، هو مفهوم السيف في أحاديثه.۱