كما أكّدتها الروايات أيضاً۱، ولذلك لا يكون لظاهر الأحاديث المذكورة شموليّة مطلقة، وتختصّ الشدّة المشار إليها في التعامل المهدويّ بتيّار المعاندين وأئمّة الاستكبار.
وفيما يلي نتابع نقد ودراسة أحاديث القتل في قيام الإمام المهديّ علیه السلام :
۱. معرفة أجواء صدور أحاديث القتل في قيام الإمام المهديّ علیه السلام
الالتفات إلى المتكلّم والمخاطب، والأوضاع الثقافيّة والسياسيّة لزمن الصدور، أو معايير وخلفيّات صدور أحاديث موضوع البحث، كلّ ذلك من شأنه أن يساعد على فهم دقيق لقارئ الرواية، فأكّد علماء الحديث في بحث أسباب صدور الروايات على الدور المهمّ لوعي الفاهم لملابسات النصّ في فقه الحديث، واعتبروا عدم الالتفات إليها بصفتها إحدى القرائن غير الكلاميّة من جملة آفات الفهم الحديثيّ.۲
صدرت الأحاديث المذكورة حسب الترتيب التاريخيّ عن الأئمّة: عليّ والباقر والصادق عليهمالسلام، ومن حيث الكثرة: وجد حديث واحد فقط عن الإمام عليّ عليهالسلام، في حين كثرت أحاديث الإمامين: الباقر والصادق عليهماالسلام قياساً بالأحاديث الأُخرى، وتسودها أجواء الأسئلة والحوار، فجاءت الأحاديث التساؤيّة في إطار أجوبة عن أسئلة وُجّهت إلى الأئمّة عليهمالسلام في موضوع قيام الإمام المهديّ علیه السلام وأجابوا عنها.
وصدرت الأحاديث الحواريّة عن الأئمّة عليهمالسلام لعرض توضيح سليم لعقائد المذهب، وتقوية الحوار المهدويّ في المجتمع الشيعيّ والإسلاميّ، وإصلاح الآراء الخاطئة.
أتاحت مدّة إمامة الباقر والصادق عليهماالسلام، وبخاصّة مرحلة انتقال الحكم من بني أُميّة إلى بني العبّاس، أتاحت فرصة مناسبة لهذين الإمامين لتوضيح وترويج المعارف القرآنيّة