79
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس

تحليل لأحاديث القتل في قيام الإمام المهديّ علیه السلام علیه السلام۱

رسمت التوضيحات الواهية والمروّجة للشبهات المغرضة ضد أصل الإمامة ومن ثمّ قيام الإمام المهديّ علیه السلام ، رسمت عنه صورة رهيبة في أذهان المخاطبين غير الواعين، وأشاعت بينهم عقائد هزيلة عن أهداف الإمام ووظائفه.۲

ومن جملتها ما ذكرته النصوص الشيعيّة من إفراط بعض المحلّلين في توصيف شدّة ورحمة الإمام المهديّ علیه السلام في التعامل مع المخالفين، فصوّر بعض هذه النصوص القيام المهدويّ ـ من منظار بعض النِحَل ـ على أنّه غاية في المسالمة إلى حدّ لا يُراق فيه دم۳، ووصف بعض آخر شدّة تعامل الإمام المهديّ علیه السلام بنحوٍ يبعث على التردّد في كونه مظهراً للرحمة وفي نَسَبه إلى أهل بيت الوحي عليهم‏السلام ۴، أو وُصِف عليه‏السلام بأنّه يحمل سيفه دائماً.۵

وأخبرت النصوص الحديثيّة للوصف الأخير بحدوث أعمال قتل لبشر كثيرين كأحد خصائص قيام المهديّ علیه السلام ، وادّعت سلوكيّات عنيفة لظهوره يحاول فيها السيطرة على

1.. بقلم الباحث الجليل فضيلة الشيخ علي راد.

2.. راجع: الزهر والحجر التمرّد الشيعيّ في اليمن: ص ۱۵ ـ ۵۳.

3.. نُسبت هذه العقيدة إلى المرجئة، حيث رأت في كيفيّة قيام المهديّ علیه السلام : «انَّهُ إذا كانَ ذلِكَ استَقامَت لَهُ الأُمورُ فَلا يُهَريقُ مِحجَمَةَ دَمٍ» راجع: ص ۷۶ ح ۱۶۸۱.

4.. راجع: ص ۷۷ ح ۱۶۸۳ (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد).

5.. راجع: ص ۸۶ مرافقته للسيف .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
78

التَّقِيَّةُ لِيُحقَنَ بِهَا الدَّمُ، فَإِذا بَلَغَتِ التَّقِيَّةُ الدَّمَ فَلا تَقِيَّةَ، وَايمُ اللّه‏ِ ! لَو دُعيتُم لِتَنصُرونا لَقُلتُم لا نَفعَلُ إنَّما نَتَّقي، ولَكانَتِ التَّقِيَّةُ أحَبَّ إلَيكُم مِن آبائِكُم واُمَّهاتِكُم، ولَو قَد قامَ القائِمُ عليه‏السلام مَا احتاجَ إلى مُسائَلَتِكُم عَن ذلِكَ، ولَأَقامَ في كَثيرٍ مِنكُم مِن أهلِ النِّفاقِ حَدَّ اللّه‏ِ.۱

۸ / ۳

اِستِئصالُهُ الفِتَنَ

۱۶۸۶.الكافي: عَلِيُّ بنُ إبراهيمَ، عَن أبيهِ، عَنِ ابنِ أبي عُمَيرٍ، عَن عُمَرَ بنِ اُذَينَةَ، عَن مُحَمَّدِ بنِ مُسلِمٍ، قالَ: قُلتُ لِأَبي جَعفَرٍ عليه‏السلام: قَولُ اللّه‏ِ عز و جل: «وَقَتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ»۲، فَقالَ: لَم يَجِئ تَأويلُ هذِهِ الآيَةِ بَعدُ، إنَّ رَسولَ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله رَخَّصَ لَهُم لِحاجَتِهِ وحاجَةِ أصحابِهِ، فَلَو قَد جاءَ تَأويلُها لَم يُقبَل مِنهُم، لكِنَّهُم يُقتَلونَ حَتّى يُوَحَّدَ اللّه‏ُ عز و جل، وحَتّى لا يَكونَ شِركٌ.۳

۱۶۸۷.الفتن لابن حمّاد: حَدَّثَنا أبو هارونَ، عَن عَمرِو بنِ قَيسٍ الملائِيِّ، عَنِ المِنهالِ، عَن زِرِّ بنِ حُبَيشٍ، سَمِعَ عَلِيّا عليه‏السلام يَقولُ:
يُفَرِّجُ اللّه‏ُ الفِتَنَ بِرَجُلٍ مِنّا يَسومُهُم خَسفا، لا يُعطيهِم إلاَّ السَّيفَ، يَضَعُ السَّيفَ عَلى عاتِقِهِ ثَمانِيَةَ أشهُرٍ هَرجا، حَتّى يَقولوا: وَاللّه‏ِ، ما هذا مِن وُلدِ فاطِمَةَ، لَو كانَ مِن وُلدِها لَرَحِمنا ! يُغريهِ اللّه‏ُ بِبَنِي العَبّاسِ وبَني اُمَيَّةَ.۴

1.. تهذيب الأحكام : ج ۶ ص ۱۷۲ ح ۳۳۵ بسند موثّق .

2.. الأنفال : ۳۹ .

3.. الكافي : ج ۸ ص ۲۰۱ ح ۲۴۳ بسند حسن كالصحيح ، بحار الأنوار : ج ۵۲ ص ۳۷۸ ح ۱۸۱ .

4.. الفتن : ج ۱ ص ۳۵۰ ح ۱۰۱۱ ، كنز العمّال : ج ۱۴ ص ۵۸۹ ح ۳۹۶۷۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8321
صفحه از 483
پرینت  ارسال به