۵. مرافقة الملائكة والنصرة الإلهيّة
إذا ارتفعت راية القيام المهدويّ لم تزل خفّاقة، ولن تتوقّف في أيّ مكان، ولا تنسحب من أيّ معركة، ولن تعود أدراجها حتّى تبسط سيادة اللّه على أرجاء المعمورة كافّة.
وهذه الخصوصيّة الكاشفة ـ في الحقيقة ـ عن دحض القيام لجميع القوى المعارضة له، كرّرتها وأكّدتها الروايات بتعبير «لا تُرَدُّ لَهُ رايَةٌ»۱، إضافة إلى التعبير المجازيّ الجميل: «سائِرُها مِن نَصرِ اللّهِ۲» عز و جل الذي يبيّن أنّ خَفَقان نسيج راية القيام ليس بسبب الريح والهواء وتأثير الطبيعة، بل تحرّكه نفخة النصر الإلهيّ.
ومن يمكنه إطفاء مشكاةٍ أنارها اللّه سبحانه؟! ومن يستطيع الوقوف أمام راية لم تُنسج من القطن والكتّان والحرير، بل من أوراق شجر الجنّة۳، ولم يُصنع عمودها من الخشب والمعدن،بل هو من عمد عرش اللّه العظيم جلّ وعلا۴؟! ولم يقتصر أنصارها على البشر فقط، بل انضمّ إليهم آلاف الملائكة۵ المسوّمين والمقرّبين إلى اللّه !۶ وهم من صرّح القرآن الكريم بنزولهم في معركة بدر لنصرة المؤنين۷، وأينما استقام عباد اللّه فسينزلون عليهم ليواسوهم ويثبّتوا قلوبهم ويبشّروهم بالجنّة.۸
1.. راجع: ص ۵۷ غلبة رايته.
2.. راجع: ص ۴۹ ح ۱۶۵۲ و ص ۵۰ ح ۱۶۵۴ ـ ۱۶۵۵.
3.. راجع: ص ۵۳ ح ۱۶۶۰ الغيبة للنعمانيّ.
4.. راجع: ص ۴۹ (رايته راية رسول اللّه صلىاللهعليهوآله).
5.. راجع: ص ۵۰ ح ۱۶۵۳ و ص ۵۳ ح ۱۶۶۰ الغيبة للنعمانيّ .
6.. راجع : ص ۵۴ ح ۱۶۶۲ (الغيبة للنعمانيّ) .
7.. قال اللّه تعالى: «وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاَثَةِ آَلاَفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُنْزَلِينَ * بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آَلاَفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُسَوِّمِينَ» آل عمران: ۱۲۳ ـ ۱۲۵.
8.. قال اللّه تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِالَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ» فصّلت: ۳۰ .