وورد في رواية أُخرى أنّ عبارة «اسمَعوا وأَطيعوا»۱ هي ما خُطّ على الراية، وهذا لا يتنافى مع القول السابق ؛ لأنّه يمكن للراية أن تحمل عدّة عبارات، ويأتي هذا الشعار في سياق الدعوة السديدة والقويمة للعالم إلى قيام توحيديّ مهدويّ يتحتّم انتصاره وهيمنته.
۳. إلقاء الرعب في قلوب الأعداء
ذكرت بعض الأحاديث۲ أنّ الرعب يسير أمام راية الثورة بمسافة شهر، ويُطبق على الأعداء من الجهات الأربع، وذكر حديث آخر۳ أنّ ذلك نوع من الشبه بالنبيّ صلىاللهعليهوآله.۴
وفي روايات أُخرى من هذا الباب جاء الحديث عن نصرة الإمام المهديّ علیه السلام بالرعب والخوف، وعلى هذا الأساس فمسير الرعب والوحشة بيان مجازيّ لخوف أعداء الثورة من الإمام المهديّ علیه السلام وجيشه، وهو تمهيد مهمّ من الناحية العسكريّة لهزيمة الأعداء وانتصار الثوّار.
۴. تثبيت قلوب المؤنين
مادامت الراية ترفرف فهي تهب القوّة للجيش، وتزرع قلوب الأعداء رعباً في الوقت نفسه، فهي تثبّت مُهَج الرفاق والمؤنين وترسّخ أقدامهم في ساحة الوغى. وهذه الخصوصيّة موجودة في كلّ راية بنحو طبيعيّ:
۰.إذا هَزَّها لَم يَبقَ مُؤِنٌ إلاّ صارَ قَلبُهُ كزُبَرِ الحَديدِ.۵
1.. راجع: ص ۵۲ ح ۱۶۵۹ بحار الأنوار.
2.. راجع: ص ۵۳ ح ۱۶۶۰ الغيبة للنعمانيّ.
3.. راجع: ص ۵۳ ح ۱۶۶۱ كمال الدين.
4.. قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله: «أُعطيتُ خَمساً لَم يُعطَهُنَّ أحَدٌ قَبلي مِنَ الأنبِياءِ: جُعِلَت لِيَ الأرضُ طَهوراً ومَسجِداً، ولَميَكُن نَبِيٌّ مِنَ الأنبِياءِ يُصَلّي حَتّى يَبلُغَ مِحرابَهُ، وأُعطيتُ الرُّعبَ مَسيرَةَ شَهرٍ، يَكونُ بَيني وبَينَ المُشرِكينَ مَسيرةُ شَهرٍ فَيَقذِفُ اللّهُ الرُّعبَ في قُلوبِهِم...» السنن الكبرى للبيهقي : ج ۲ ص ۶۰۸ح ۴۲۶۶.
5.. راجع: ص ۵۰ ح ۱۶۵۴ كامل الزيارات .