61
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس

وورد في رواية أُخرى أنّ عبارة «اسمَعوا وأَطيعوا»۱ هي ما خُطّ على الراية، وهذا لا يتنافى مع القول السابق ؛ لأنّه يمكن للراية أن تحمل عدّة عبارات، ويأتي هذا الشعار في سياق الدعوة السديدة والقويمة للعالم إلى قيام توحيديّ مهدويّ يتحتّم انتصاره وهيمنته.

۳. إلقاء الرعب في قلوب الأعداء

ذكرت بعض الأحاديث۲ أنّ الرعب يسير أمام راية الثورة بمسافة شهر، ويُطبق على الأعداء من الجهات الأربع، وذكر حديث آخر۳ أنّ ذلك نوع من الشبه بالنبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.۴

وفي روايات أُخرى من هذا الباب جاء الحديث عن نصرة الإمام المهديّ علیه السلام بالرعب والخوف، وعلى هذا الأساس فمسير الرعب والوحشة بيان مجازيّ لخوف أعداء الثورة من الإمام المهديّ علیه السلام وجيشه، وهو تمهيد مهمّ من الناحية العسكريّة لهزيمة الأعداء وانتصار الثوّار.

۴. تثبيت قلوب المؤنين

مادامت الراية ترفرف فهي تهب القوّة للجيش، وتزرع قلوب الأعداء رعباً في الوقت نفسه، فهي تثبّت مُهَج الرفاق والمؤنين وترسّخ أقدامهم في ساحة الوغى. وهذه الخصوصيّة موجودة في كلّ راية بنحو طبيعيّ:

۰.إذا هَزَّها لَم يَبقَ مُؤِنٌ إلاّ صارَ قَلبُهُ كزُبَرِ الحَديدِ.۵

1.. راجع: ص ۵۲ ح ۱۶۵۹ بحار الأنوار.

2.. راجع: ص ۵۳ ح ۱۶۶۰ الغيبة للنعمانيّ.

3.. راجع: ص ۵۳ ح ۱۶۶۱ كمال الدين.

4.. قال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: «أُعطيتُ خَمساً لَم يُعطَهُنَّ أحَدٌ قَبلي مِنَ الأنبِياءِ: جُعِلَت لِيَ الأرضُ طَهوراً ومَسجِداً، ولَميَكُن نَبِيٌّ مِنَ الأنبِياءِ يُصَلّي حَتّى يَبلُغَ مِحرابَهُ، وأُعطيتُ الرُّعبَ مَسيرَةَ شَهرٍ، يَكونُ بَيني وبَينَ المُشرِكينَ مَسيرةُ شَهرٍ فَيَقذِفُ اللّه‏ُ الرُّعبَ في قُلوبِهِم...» السنن الكبرى للبيهقي : ج ۲ ص ۶۰۸ح ۴۲۶۶.

5.. راجع: ص ۵۰ ح ۱۶۵۴ كامل الزيارات .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
60

۱. قدسيّتها ونسبتها إلى اللّه‏ تعالى

راية القيام إلهيّة ونبويّة وعلويّة، وهذه الخصائص مستفادة من عبارة «يَأتيهِ بِها جَبرَئيلُ»۱، وتكرار وصفها بـ «رايَةُ رَسولِ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله»۲، واتّحادها مع راية الإمام عليّ عليه‏السلام في معركة الجمل.۳

كما أنّ وصفها المجازيّ الجميل بـ «عَمودُها مِن عَمودِ العَرشِ»۴ يؤّد العلاقة المباشرة لمقرّ قيادة الإمام المهديّ علیه السلام مع العرش الإلهيّ بصفته مركز قيادة نظام الكون، وهو معنى مستفاد أيضاً من عبارة «مِن وَرَقِ الجَنَّةِ»۵، ويمهّد للقول بأنّ راية الإمام المهديّ علیه السلام ليست من الخشب ولا من القماش۶، بل هي رمز للقوّة الإلهيّة وعظمة جيش القيام وقدرته ؛ راية أينما توجّهت تنتزع النصر وتُهلِك الأعداءَ.۷

۲. شعار الراية رمز التوحيد

صرّحت الأحاديث بإنّ جملة «البَيعَة للّه‏ِِ»۸ مخطوطة على راية القيام لتبيّن صلته وعلاقته باللّه‏ سبحانه، وهذه الميزة إضافة إلى تقويتها للخصوصيّة الأُولى، تحمل هذه الرسالة: إنّ الإمام المهديّ علیه السلام لا يريد تشكيل حكومة فرديّة أو طائفيّة أو حزبيّة، بل يسعى لسيادة الإرادة الإلهيّة على الأرض، وتوريثها للصالحين والمستضعفين من المؤنين باللّه‏ بعيداً عن التفرّد وعبادة الشخصيّة.

1.. راجع: ص ۴۹ ح ۱۶۵۲ كمال الدين و ص ۵۱ ح ۱۶۵۵ (الغيبة للنعمانيّ).

2.. راجع: ص ۴۹ (رايته راية رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله).

3.. راجع: ص ۵۳ ح ۱۶۶۰ الغيبة للنعمانيّ.

4.. راجع: ص ۵۰ ح ۱۶۵۴ كامل الزيارات.

5.. راجع: ص ۵۳ ح ۱۶۶۰ الغيبة للنعمانيّ.

6.. المصدر السابق.

7.. راجع : ص ۴۹ ح ۱۶۵۲ كمال الدين و ص ۵۰ ح ۱۶۵۴ و ص ۵۷ (غلبة رايته».

8.. راجع: ص ۵۲ ح ۱۶۵۸ كمال الدين .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8353
صفحه از 483
پرینت  ارسال به