فَما أسعَدَ السِّردابَ في سُرَّ مَن رَأىوأسعَدُ منه البَيتُ والرُّكنُ وَالحِجرُ
وما شَرَّفَ السِّردابَ إلاّ لِأَنَّهُبِدارٍ تَناهى عِندَها العِزُّ وَالفَخرُ
تَشَرَّفَ مَغناها بِسُكنى ثَلاثةٍمِنَ الآلِ يُستَسقى بِذِكرِهِمُ القَطرُ
وقَد أذِنَ الباري تَعالى بِرَفعِهاوذِكرِ اسمِهِ فيها فَطابَ لَها الذِّكرُ
وقَد كانَ في السِّردابِ أعظَمُ آيَةٍمِن الحُجَّةِ المَهدِيِّ حارَ لَها الفِكرُ
أرادوا بِهِ سوءاً فَخَيَّبَ سَعيَهُموعاقِبَةُ البَغيِ النَّدامَةُ وَالثَّبرُ
رَأَوا دونَهُم بَحراً مِنَ الماءِ مُغرِقاًلِمَن خاضَهُ مِنهُم وكانوا ولا بَحرُ
وقَد جاءَ لِلمَهدِيِّ فيهِ زِيارَةٌعَنِ السّادَةِ الأَطهارِ يُعطى بِها الأَجرُ
وكَم عَبَدَ الرَّحمنَ آلُ مُحَمَّدٍبِهِ ولَهُم مِن خَوفِهِ أوجُهُ صُفرُ
فَفي شَرَفِ السِّردابِ هذَا الَّذي أتىوفي نِسبَةِ السِّردابِ هذا هُوَ السِّرُّ
وما غابَ فِي السِّردابِ قَطُّ وإنَّماتَوارى عَنِ الأَبصارِ إذ نالَهُ الضُّرُّ
ولاَ اتَّخَذَ السِّردابَ بُرجاً ومَن يَكُنلَنا ناسِباً هذا فَقَولَتُهُ هَذرُ
بَلى أمسَتِ الدُّنيا بِهِ مُستَنيرَةًومِنهُ عَلى أقطارِها يَعبَقُ النَّشرُ
فَكانَ كَمِثلِ الشَّمسِ بِالسُّحبِ حُجِّبَتومِن نَفعِها لَم يُحرَمِ البَحرُ والبَرُّ
وإن زَهَرَ السِّردابُ بِالبَدرِ بُرهَةًفَفي البَيتِ مِن اُمِّ القُرى يَطلَعُ البَدرُ
يُبايَعُ ما بَينَ المَقامِ ورُكنِهِويَعنو لَهُ بِالطاعَةِ العَبدُ وَالحُرُّ
فَيا لَلأَعاجيبِ الَّتي مِن عَجيبِهامَقالَةُ إخوانٍ لَنا لَهُم قَدرُ
لَنا نَسَبوا شَيئاً ولَسنا نَقولُهُوعابوا بِما لَم يَجرِ مِنّا لَهُ ذِكرُ
بِأَن غابَ في السِّردابِ صاحِبُ عَصرِناوأمسى مُقيماً فيهِ ما بَقِيَ الدَّهرُ .
ويَخرُجُ مِنهُ حينَ يَأذَنُ رَبُّهُبِذلِكَ لا يَعروهُ خَوفٌ ولا ذُعرُ