447
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس

فَما أسعَدَ السِّردابَ في سُرَّ مَن رَأىوأسعَدُ منه البَيتُ والرُّكنُ وَالحِجرُ

وما شَرَّفَ السِّردابَ إلاّ لِأَنَّهُبِدارٍ تَناهى عِندَها العِزُّ وَالفَخرُ

تَشَرَّفَ مَغناها بِسُكنى ثَلاثةٍمِنَ الآلِ يُستَسقى بِذِكرِهِمُ القَطرُ

وقَد أذِنَ الباري تَعالى بِرَفعِهاوذِكرِ اسمِهِ فيها فَطابَ لَها الذِّكرُ

وقَد كانَ في السِّردابِ أعظَمُ آيَةٍمِن الحُجَّةِ المَهدِيِّ حارَ لَها الفِكرُ

أرادوا بِهِ سوءاً فَخَيَّبَ سَعيَهُموعاقِبَةُ البَغيِ النَّدامَةُ وَالثَّبرُ

رَأَوا دونَهُم بَحراً مِنَ الماءِ مُغرِقاًلِمَن خاضَهُ مِنهُم وكانوا ولا بَحرُ

وقَد جاءَ لِلمَهدِيِّ فيهِ زِيارَةٌعَنِ السّادَةِ الأَطهارِ يُعطى بِها الأَجرُ

وكَم عَبَدَ الرَّحمنَ آلُ مُحَمَّدٍبِهِ ولَهُم مِن خَوفِهِ أوجُهُ صُفرُ

فَفي شَرَفِ السِّردابِ هذَا الَّذي أتىوفي نِسبَةِ السِّردابِ هذا هُوَ السِّرُّ

وما غابَ فِي السِّردابِ قَطُّ وإنَّماتَوارى عَنِ الأَبصارِ إذ نالَهُ الضُّرُّ

ولاَ اتَّخَذَ السِّردابَ بُرجاً ومَن يَكُنلَنا ناسِباً هذا فَقَولَتُهُ هَذرُ

بَلى أمسَتِ الدُّنيا بِهِ مُستَنيرَةًومِنهُ عَلى أقطارِها يَعبَقُ النَّشرُ

فَكانَ كَمِثلِ الشَّمسِ بِالسُّحبِ حُجِّبَتومِن نَفعِها لَم يُحرَمِ البَحرُ والبَرُّ

وإن زَهَرَ السِّردابُ بِالبَدرِ بُرهَةًفَفي البَيتِ مِن اُمِّ القُرى يَطلَعُ البَدرُ

يُبايَعُ ما بَينَ المَقامِ ورُكنِهِويَعنو لَهُ بِالطاعَةِ العَبدُ وَالحُرُّ

فَيا لَلأَعاجيبِ الَّتي مِن عَجيبِهامَقالَةُ إخوانٍ لَنا لَهُم قَدرُ

لَنا نَسَبوا شَيئاً ولَسنا نَقولُهُوعابوا بِما لَم يَجرِ مِنّا لَهُ ذِكرُ

بِأَن غابَ في السِّردابِ صاحِبُ عَصرِناوأمسى مُقيماً فيهِ ما بَقِيَ الدَّهرُ .
ويَخرُجُ مِنهُ حينَ يَأذَنُ رَبُّهُبِذلِكَ لا يَعروهُ خَوفٌ ولا ذُعرُ


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
446

فَأَقومُ اُنشِدُ في ثَناكَ مَدائِحيوأقولُ أنتَ البَحرُ وهيَ النّونُ۱

۱۴ / ۱۱

السيّد محسن الأمين۲

نَأَوا وَبِقَلبي مِن فِراقِهِمُ جَمرُوفي الخَدِّ مِن دَمعي لِبَينِهِمُ غَمرُ

ولَستُ أرى ماءَ المَدامِعِ مُطفِئالَهيبَ الحَشا مِنّي ولَو أنَّهُ نَهرُ

وأورَثَني بُعدُ الأَحِبَّةِ لَوعَةًتَؤُزُّ الحَشا مِنها كَما أزَّتِ القِدرُ

ولَولا تَسَلّي القَلبِ مِنهُم بِأَوبَةٍلَطارَ ولَم تُغنِ الجَوانِحُ والصَّدرُ

بَذَلتُ لَهُم أغلى الَّذي مَلَكَت يَديوأصبَحَ حَظّي مِنهُمُ الصَّدُّ وَالهَجرُ

ويَحلو لِقَلبي كُلَّما مَرَّ ذِكرُهُمبِنَفسِيَ أفدي مَن حَلَوا كُلَّما مَرّوا

أرِقتُ وهاجَتني الهُمومُ كَأَنَّماعَلى مَضجَعي مُدَّ القَتادُ أوِ السِّدرُ

وما أرَقي مِن فَقدِ إلفٍ تَحَمَّلَتبِهِ الضّامِراتُ القُودُ إذ قَومُهُ سِفرُ

ولا شاقَني رَبعٌ بِأَكنافِ رامَةٍولا هَيَّمَت قَلبي جَآذِرُهُ العُفرُ

ولا أنَا مِمَّن يَملِكُ الحُبُّ قَلبَهُلِغانِيَةٍ مِن خُلقِها التّيهُ وَالنَّفرُ
تُعيرُ الظِّباءَ العِينَ جِيدا ومُقلَةًويَفضَحُ خُوطَ البانَةِ القَدُّ والخِصرُ

1.. حياة الإمام محمّد المهديّ علیه السلام : ص ۲۴۲ نقلاً عن منن الرحمن : ج ۲ ص ۲۳۳ .

2.. السيّد محسن ابن السيّد عبد الكريم الأمين العامليّ نزيل دمشق ، ولد في قرية شقراء من بلاد جبل عامل سنة۱۲۸۴ ه ، وتوفّي سنة (۱۳۷۱ ه) . وكان المترجم من حسنات هذا العصر ، عالم فاضل ، متبحّر في أكثر العلوم ، طويل الباع ، كثير الترويج للمذهب ، له آثار حسنة نظماً ونثراً ، وله مصنّفات نافعة ومؤلّفات دينيّة أشهرها أعيان الشيعة ، ومنها لواعج الأشجان في مقتل الحسين عليه‏السلام ، و الدرّ النضيد والمراثي ( راجع : تكملة أمل الآمل : ص ۳۲۸ وأعيان الشيعة : ج ۱۰ ص ۳۳۲ ـ ۳۷۳) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8290
صفحه از 483
پرینت  ارسال به