الفصل الخامس: نموذج من أشعار القرن الخامس
السيّد الرضيّ۱
مَعشَرٌ مِنهُم رَسولُ اللّهِ وَالكاشِفُ الكَربِ إذا الكَربُ عَرى۲
صِهرُهُ الباذِلُ عَنهُ نَفسَهُوحُسامُ اللّهِ في يَومِ الوَغى أوَّلُ النّاسِ إلى الدّاعِي الَّذيلَم يُقَدِّم غَيرَه لَمّا دَعا
1.. الشريف الرضيّ ذو الحسبين أبو الحسن محمّد ابن الطاهر ذي المنقبتين أبي أحمد الحسين بن موسى بن محمّدبن موسى بن إبراهيم ابن الإمام موسى الكاظم عليهالسلام ، ولد سنة ۳۵۹ ه وتوفّي سنة ۴۰۶ ه ، ودُفن بداره في بغداد ، ثمّ نُقل إلى مشهد الحسين عليهالسلامبكربلاء.
أبواه : ورث الشريف الرضيّ المجد والعلاء عن أبوين جليلين ، علويّين طالبيّين ، ولعلّه لذلك لقّب ذو الحسبين . وله كتب منها : كتاب مجازات الآثار النبويّة ، وكتاب تلخيص البيان عن مجازات القرآن . وكتاب الخصائص، ونهج البلاغة . أشعر قريش الذين هم أفصح العرب ؛ لأنّه مكثر مجيد ، ولأنّ المجيد منهم ليس بمكثر، والمكثر ليس بمجيد .
كان أوحد علماء عصره ، وقرأ على أجلاّء الأفاضل ، فكان أديبا بارعا متميّزا ، وفقيها متبحّرا ، و متكلّما حاذقا ، و مفسّرا لكتاب اللّه و حديث رسوله محلّقا ، و أخفت مكانة أخيه المرتضى العلميّة شيئا من مكانته العلميّة ، كما أخفت مكانته الشعريّة شيئا من مكانة أخيه المرتضى الشعريّة ، و لهذا قال بعض العلماء : لولا الرضيّ لكان المرتضى أشعر الناس، ولولا المرتضى لكان الرضيّ أعلم الناس . و كما كان الشريف شاعرا فذّا ، فقد كان كاتبا بليغا و منشئا قديرا ، فقد ذكروا أنّ له كتاب رسائل في ثلاث مجلّدات راجع: أعيان الشيعة: ج ۹ ص ۲۱۶.
2.. عراه أمر : إذا غشيه وأصابه العين : ج ۲ ص ۲۳۳ «عري».