۳ / ۴
ابن الرومي۱
أجِنّوا بَنِي العَبّاسِ مِن شَنآنِكُموشُدّوا عَلى ما في العِيابِ وأشرِجوا۲
وخَلّوا وُلاةَ السُّوءِ مِنكُم وغَيَّهُمفَأحْرِ بِهِم أن يَغرَقوا حَيثُ لَجَّجوا
نَظارِ لَكُم أن يُرجِعَ الحَقَّ راجِعٌإلى أهلِهِ يَوما فَتَشجُوا كَما شَجُوا
عَلى حينِ لا عُذرى لِمُعتَذِريكُمُولا لَكُمُ مِن حُجَّةِ اللّهِ مَخرَجُ
فَلا تُلقِحوا الآنَ الضَّغائِنَ بَينَكُموبَينَهُمُ إنَّ اللَّواقِحَ تُنتِجُ
غُرِرتم لَأنْ صَدَّقتُمُ أنَّ حالَةًتَدومُ لَكُم والدَّهرُ لَونانِ أخرَجُ
لَعَلَّ لَهُم في مُنطوَى الغَيبِ ثائِراسَيَسمو لَكُم والصُّبحُ فِي اللَّيلِ مُولَجُ
بمَجرٍ تَضيقُ الأرضُ مِن زَفَراتِهِلَهُ زَجَلٌ يَنفِي الوُحوشَ وهَزمَجُ۳
إذا شيمَ بِالأبصارِ أبرَقَ بِيضُهُبَوارقَ لا يَسطيعُهُنَّ المُحَمِّجُ۴
تُوامِضُهُ شَمسُ الضُّحى فَكَأنّمايُرَى البَحرُ في أعراضِهِ يَتَمَوَّجُ لَهُ وَقدَةٌ۵ بَينَ السَّماءِ وبَينَهُتُلِمُّ بِهِ الطَّيرُ العَوافي۶ فَتَهرَجُ۷
1.. أبو الحسن عليّ بن عبّاس بن جريح مولى عبيد اللّه بن عيسى ، الشهير بابن الروميّ. ولد ببغداد سنة ۲۲۱ه ،شعره الكثير الطافح برونق البلاغة قد أربى علىسبائك التبر حسنا وبهاءً ، فكان فنّانا بارعا ، اُوتي ملكة التصوير ولطف التخيّل والتوليد وبراعة اللعب بالمعاني والأشكال ، وكان ذا حظّ وافر في اللغة ، وقصائده دالّة على تبحّره في اللغة وإحاطته الواسعة بغريب مفرداتها وأوزان اشتقاقها وتصريفها وموقع أمثالها ، وليس في شعر العربيّة مَن تبدو هذه الشواهد في كلامه بهذه الغزارة والدقّة غير المترجم والمعَرّي . عاش ابن الروميّ حياتَه في بغداد ، وتوفّي في جمادى الاُولى سنة ۲۸۳ ه راجع : الغدير : ج ۳ ص ۵۱ .
2.. أشرجوا : أي شدّوا بالشرج ، يقال : أَشرَجتُ العيبة وشَرَجتُها ؛ إذا شددتها بالشرج وهي العرى اُنظر : لسانالعرب : ج ۲ ص ۳۰۵ «شرج» .
3.. الهَزمَجَةُ : كلام متتابع . والهزمجة : اختلاط الصوت . والهزامج : أدنى من الرغاء لسان العرب : ج ۲ ص ۳۹۲«هزمج» .
4.. التحميج : النظر بخوف . والتحميج : تغيير الوجه من الغضب . والمحمّج : من يحدق نظره ؛ أي لا يستطيع النظرإليها لشدّة لمعانها اُنظر : العين : ج ۳ ص ۸۹ «حمج» .
5.. الوَقدةُ : أشدّ الحرّ لسان العرب : ج ۳ ص ۴۶۶ «وقد» .
6.. عاف الطائر : استدار أو حام على الشيء أو الماء أو الجيف اُنظر : لسان العرب : ج ۹ ص ۲۵۹ «عوف» .
7.. تَهَرَّج : أي كثر طيرانه واختلاطه من شدة الحرّ اُنظر : النهاية : ج ۵ ص ۲۵۷ «هرج» .