357
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس

فالسياسة القضائيّة للدولة المهدويّة كالسياسة القضائيّة للحكومة العلويّة في تعامل الإسلام السلميّ مع أتباع سائر الأديان السماويّة.

ثانياً: يستند حكم الإمام المهديّ علیه السلام إلى أحكام الكتب السماويّة الأصيلة لا المحرّفة، كما جاء في نصّ الحديث الذي بيّن السياسة القضائيّة للإمام عليه‏السلام حيال أتباع سائر الديانات السماويّة.

ثالثاً: يبدو أنّ تزايد العلم والمعلومات العامّة، وسياسة التعامل المنطقيّ والسلميّ للدولة المهدويّة مع أتباع سائر الأديان، واطّلاعهم على كتبهم الأصليّة غير المحرّفة ؛ كلّها عوامل تفضي بالتدريج إلى اعتناق جميعهم أو أغلبيّتهم الساحقة للدين الإسلاميّ، وسيؤّي ذلك ـ كما ورد في عدد من الأحاديث ـ إلى سيادة الإسلام في العالم، وتحقّق أُمنيّة وحدة الأديان في المجتمع البشريّ.۱

1.. راجع: ص ۱۹۳ (الأديان الاُخرى في الحكومة المهدويّة).


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
356

عن أهمّ واجباتها في إدارة البيت وتربية الأبناء الصالحين، وبديهيّ أن لا فرق في هذا المجال بين التصدّي للقضاء وسائر المسؤليّات.

الثالثة: احتمل بعض الباحثين أنّ المراد من قضاء المرأة في البيت، هو: تدبير أُمور الأولاد والحكم بينهم في شؤن الحياة والتربية والتأديب في أجواء الأُسرة۱. ولكن ينبغي القول بأنّ هذا الاحتمال يخالف ظاهر الحديث، ولا يختصّ بدولة الإمام المهديّ علیه السلام .

۸. القضاء الخاصّ بأتباع سائر الديانات

إحدى السياسات القضائيّة في الدولة المهدويّة هي القضاء بين أتباع الديانات السماويّة على أساس كتبهم ؛ بناء على حديث منقول في علل الشرائع والغيبة للنعمانيّ عن الإمام الباقر عليه‏السلام، ونصّه كما يلي:

۰.فَإِنَّما سُمِّيَ المَهدِيُّ لأنَّهُ يُهدى لأمرٍ خَفِيٍّ، يَستَخرِجُ التَّوراةَ وَسائِرَ كتُبِ اللّه‏ِ مِن غارٍ بِأَنطاكِيَةَ، فَيَحكُمُ بَينَ أهلِ التَّوراةِ بِالتَّوراةِ، وبَينَ أهلِ الإنجيلِ بِالإنجيلِ، وبَينَ أهلِ الزَّبورِ بِالزَّبورِ، وبَينَ أهلِ الفُرقانِ بِالفُرقانِ.۲

وما ينبغي الالتفات إليه في هذا الحديث هو:

أوّلاً: هذه السياسة القضائيّة في الحقيقة هي سياسة أمير المؤنين عليه‏السلام نفسها، حيث قال في خطبة إبّان بداية خلافته:

۰.أما وَاللّه‏ِ لَو ثُنِيَ لِيَ الوِسادِ، لَحَكمتُ بَينَ أهلِ التَّوراةِ بِتَوراتِهِم، وبَينَ أهلِ الإنجيلِ بِإِنجيلِهِم، وأهلِ الزَّبورِ بِزَبورِهِم، وأهلِ القُرآنِ بِقُرآنِهِم، حَتّى يَزهَرَ كلُّ كتابٍ مِن هذِهِ الكتُبِ ويَقولُ: يارَبِّ، إنَّ عَلِيّاً قَضى بِقَضائِك.۳

1.. راجع: دليل تحرير الوسيلة، الكلام في مسألة ولاية الفقيه: ج ۳ ص ۱۷۴.

2.. راجع: ص ۲۹۰ ح ۱۹۳۲.

3.. الإرشاد: ج ۱ ص ۳۴، التوحيد: ص ۳۰۵ ح ۱، الأمالي للصدوق: ص ۴۲۲ ح ۵۶۰، الاحتجاج: ج ۱ ص ۶۰۹ح۱۳۸، الاختصاص: ص ۲۳۵، روضة الواعظين: ص ۱۳۲، المناقب لابن شهر آشوب: ج ۲ ص ۳۸ كلّها نحوه وراجع الفصول المختارة: ص ۲۲۲ وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج ۲۰ ص ۲۸۳ ح ۲۴۲.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8487
صفحه از 483
پرینت  ارسال به