عن أهمّ واجباتها في إدارة البيت وتربية الأبناء الصالحين، وبديهيّ أن لا فرق في هذا المجال بين التصدّي للقضاء وسائر المسؤليّات.
الثالثة: احتمل بعض الباحثين أنّ المراد من قضاء المرأة في البيت، هو: تدبير أُمور الأولاد والحكم بينهم في شؤن الحياة والتربية والتأديب في أجواء الأُسرة۱. ولكن ينبغي القول بأنّ هذا الاحتمال يخالف ظاهر الحديث، ولا يختصّ بدولة الإمام المهديّ علیه السلام .
۸. القضاء الخاصّ بأتباع سائر الديانات
إحدى السياسات القضائيّة في الدولة المهدويّة هي القضاء بين أتباع الديانات السماويّة على أساس كتبهم ؛ بناء على حديث منقول في علل الشرائع والغيبة للنعمانيّ عن الإمام الباقر عليهالسلام، ونصّه كما يلي:
۰.فَإِنَّما سُمِّيَ المَهدِيُّ لأنَّهُ يُهدى لأمرٍ خَفِيٍّ، يَستَخرِجُ التَّوراةَ وَسائِرَ كتُبِ اللّهِ مِن غارٍ بِأَنطاكِيَةَ، فَيَحكُمُ بَينَ أهلِ التَّوراةِ بِالتَّوراةِ، وبَينَ أهلِ الإنجيلِ بِالإنجيلِ، وبَينَ أهلِ الزَّبورِ بِالزَّبورِ، وبَينَ أهلِ الفُرقانِ بِالفُرقانِ.۲
وما ينبغي الالتفات إليه في هذا الحديث هو:
أوّلاً: هذه السياسة القضائيّة في الحقيقة هي سياسة أمير المؤنين عليهالسلام نفسها، حيث قال في خطبة إبّان بداية خلافته:
۰.أما وَاللّهِ لَو ثُنِيَ لِيَ الوِسادِ، لَحَكمتُ بَينَ أهلِ التَّوراةِ بِتَوراتِهِم، وبَينَ أهلِ الإنجيلِ بِإِنجيلِهِم، وأهلِ الزَّبورِ بِزَبورِهِم، وأهلِ القُرآنِ بِقُرآنِهِم، حَتّى يَزهَرَ كلُّ كتابٍ مِن هذِهِ الكتُبِ ويَقولُ: يارَبِّ، إنَّ عَلِيّاً قَضى بِقَضائِك.۳