عيسى عليهالسلام، ويأتي في المرتبة التالية له ۳۱۳ شخصاً من خاصّة أصحاب الإمام المهديّ علیه السلام ستشملهم معجزته فيحيطون علماً بالأُمور القضائيّة. وروي في هذا المجال عن الإمام الباقر عليهالسلام أنّه قال:
لكِنَّ هذِهِ (العِدَّةَ) الَّتي يُخرِجُ اللّهُ فيهَا القائِمَ عليهالسلام هُمُ النُّجَباءُ وَالقُضاةُ وَالحُكّامُ وَالفُقَهاءُ فِي الدّينِ، يَمسَحُ بُطونَهُم وظُهورَهُم فَلا يَشتَبِهُ عَلَيهِم حُكمٌ.۱
ويأتي في المرتبة الرابعة قضاة يطّلعون على مسائل القضاء بواسطة إمكانيّات قضائيّة خاصّة تُتاح لهم كما تَوَضّح سابقاً.۲
۶. استئصال الارتشاء
من السياسات الأساسيّة للإمام المهديّ علیه السلام : استئصال مختلف أنواع الارتشاء في النظام الحكوميّ، وبخاصّة في التشكيلات القضائيّة، ولكن بما أنّ مخاطر الارتشاء في الأخيرة أكثر بكثير من سائر المؤّسات الحكوميّة، فقد أكّدت بعض الأحاديث هذا الموضوع، فقال الإمام عليّ عليهالسلام في خطبة له:
۰.لَيَستَخلِفَنَّ اللّهُ خَليفَةً يَثبُتُ عَلَى الهُدى، ولا يَأخُذُ عَلى حُكمِهِ الرِّشاءَ.۳
ونلفت الانتباه إلى أمرين في بيان هذا الحديث:
الأوّل: المقصود بـ «لا يَأخُذُ عَلى حُكمِهِ الرِّشاءَ»، هو أنّه لاوجود مطلقاً للارتشاء في النظام القضائيّ المهدويّ.
الثاني: تأكيد اجتثاث أخذ الرشوة في التشكيلات القضائيّة للحكومة المهدويّة المثاليّة، إشارة إلى أنّه ليس بالأمر الهيّن، ولاسيّما في التشكيلات المذكورة، ولا تتحقّق الأُمنية إلاّ