والإداريّة في ذلك الزمن بمنظومة إعلاميّة متطوّرة جدّاً قادرة على إيصال جميع المعلومات المطلوبة إليهم بدقّة كاملة وأسرع وقت ممكن.
۴. عزل القضاة غير الأكفاء
أوّل إجراء عمليّ للإمام المهديّ علیه السلام في سبيل إصلاح السلطة القضائيّة هو عزل القضاة غير الأكفاء، وقد روي عن الإمام عليّ عليهالسلام أنّه قال في تعداد إجراءات إمام العصر عليهالسلام:
۰.ولَعَمري لَيَنزِعَنَّ عَنكُم قُضاةَ السَّوءِ.۱
ومفردة «لينزعنّ» في الحديث مأخوذة من أصل «نزع» ؛ وتعني قلع الشيء من محلّه، واقترانها باللاّم والنون للتوكيد إشارة إلى أنّه سيتمّ استئصال القضاة غير الأكفاء من المؤّسة القضائيّة المهدويّة، ويأتي بدلاً منهم قضاة صالحون وعلى درجة عالية من الكفاءة.
۵. اختيار القضاة المؤّلين
لا شكّ بأنّ لسياسة الجدارة في اختيار القضاة دوراً أساسيّاً في تكوين نظام قضائيّ قويّ ونزيه وكفوء ؛ ومن هنا فقد عُرِّفَ شخصُ الإمام المهديّ علیه السلام وأفضلُ أصحابه وموظّفو دولته على أنّهم قضاة.
ويرأس الإمام المهديّ علیه السلام بنفسه المؤّسة القضائيّة، فهو يتولّى قيادة أُمور النظام من جميع الأبعاد، ويتصدّى أيضاً للقضاء في الموارد اللاّزمة.
ويزاول عيسى عليهالسلام القضاء في المرتبة التالية. فقد روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال:
۰.لَيوشِكَنَّ أن يَنزِلَ فيكُمُ ابنُ مَريَمَ حَكَماً مُقسِطاً.۲
وهكذا ربّما يتسنّى القول بأنّ رئاسة القضاء في الدولة المهدويّة ستُوكَل إلى النبيّ