سياساته عليهالسلام في استخدام التجهيزات والأسلحة العسكريّة. وسبقت الإشارة إلى أنّ انتصار القيام المهدويّ لا يتأتّى عن طريق المعجزة، بل السنّة الإلهيّة تقتضي دوراً فاعلاً وأساسيّاً للقوّة العسكريّة إلى جانب النصرة الإلهيّة الخاصّة، وتوفّر الأرضيّة الاجتماعيّة لانتصار هذه الثورة.
وبناء عليه، ستُستخدم التجهيزات العسكريّة والآلات الحربيّة في قيام الإمام المهديّ علیه السلام ، ولكنّ السؤل المطروح هنا: ما هي نوعيّة التجهيزات العسكريّة المستخدَمة في هذا القيام؟ هل هي الآلات الحربيّة المتناسبة مع عصر الظهور، أم هي أدوات الحرب في صدر الإسلام؟
وللإجابة عن هذا السؤل نوضّح باختصار مضامين الأحاديث الواردة في هذا المجال، بعدها نُقيّم أسانيدها إجمالاً ونحلّل المراد منها:
مضمون الأحاديث
تصنّف الأحاديث التي ذكرت موضوع التجهيزات العسكريّة في القيام المهدويّ إلى ثلاث مجموعات:
المجموعة الأُولى: أحاديث صرّحت باستخدام الإمام المهديّ علیه السلام وأصحابه للسيف في محاربة الأعداء، مثل هذا الحديث الذي يصف الأدوات الحربيّة للإمام المهديّ علیه السلام بما يلي:
دِرعُهُ دِرعُ رَسولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله السّابِغَةُ، وسَيفُهُ سَيفُ رَسولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله ذُو الفَقارِ.۱
وورد في حديث آخر ذكر الأسلحة الحربيّة لأصحاب الإمام عليهالسلام:
۰.إذا قامَ القائِمُ نَزَلَت سُيوفُ القِتالِ، عَلى كُلِّ سَيفٍ اسمُ الرَّجُلِ وَاسمُ أَبيهِ.۲
وذكر حديث آخر قدرة أسلحة أصحاب الإمام عليهالسلام:
۰.لَهُم سُيوفٌ مِن حَديدٍ غَيرِ هذَا الحَديدِ، لَو ضَرَبَ أَحَدُهُم بِسَيفِهِ جَبَلاً لَقَدَّهُ حَتّى