335
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس

وهذا الدعاء من الأدعية المستجابة قطعاً، إذ لن تبقى بقعة خربة في الأرض ؛ بسبب السياسات والخطط الاقتصاديّة والإعماريّة للدولة المهدويّة إلى جانب الإمدادات الإلهيّة الخاصّة. وقد وصف الإمام الباقر عليه‏السلام خصائص عصر حكومة المهديّ علیه السلام في هذا المجال قائلاً:

۰.فَلا يَبقى فِي الأَرضِ خَرابٌ إلاّ قَد عُمِرَ.۱

ح ـ أبعاد الإعمار في عصر الظهور

يتّضح بعد التأمّل في الأحاديث المتقدّمة۲ أنّ للإعمار في عصر الظهور شموليّة متميّزة، وله أبعاد مختلفة نشير إلى أهمّها:

۱ ـ سيعمّ الإعمار في الدولة المهدويّة أرجاء الأرض، بحيث لن تبقى بقعة خربة على وجهها.

۲ ـ اكتساء الأرض لحلّة من الخضار والحياة فريدة من نوعها ؛ نتيجة لتقدّم علم الزراعة والبستنة والسياسات والتخطيط الصحيح، إلى جانب نزول البركات الإلهيّة الخاصّة.

۳ ـ سيُستفاد من طاقات المجتمع وثرواته في إنعاش الزراعة وصناعة آلات الإنتاج بدلاً من استهلاكها في الأسلحة والعتاد الحربيّ، وهذا المنحى المنتج والمفيد يتجلّى بروعة بالتعبير الرمزيّ: تبديل السيف إلى منجل.۳

۴ ـ سيعاد إعمار الأبنية القديمة في المناطق السكنيّة وتُجهّز بوسائل الحياة المناسبة.

۵ ـ ستطهّر البيئة من جميع أنواع التلوّث، وينعم بالحياة الصحيّة النقيّة السالمة ليس البشر فحسب، بل حتّى الحيوانات الصحراويّة والبحريّة أيضاً.

1.. راجع: ص ۲۶۰ ح ۱۸۸۳.

2.. راجع: ص ۲۶۵ (الفصل الخامس / دور البركات الإلهيّة في التطوّر الإقتصاديّ).

3.. راجع: ص ۲۴۱ ح ۱۸۳۹ مسند ابن حنبل.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
334

و ـ تحريم ربح المؤن من المؤن

روى الشيخ الطوسيّ في كتاب التهذيب عن أبي حمزة البطائني أنّه قال:

سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام... قُلتُ: فَالخَبَرُ الَّذي رُوِيَ أنَّ رِبحَ المُؤمِنِ عَلَى المُؤمِنِ رِباً، ما هُو؟ فَقالَ:

ذاكَ إذا ظَهَرَ الحَقُّ وقامَ قائِمُنا أهلَ البَيتِ، فَأَمَّا اليَومَ فَلا بَأسَ أن يَبيعَ مِنَ الأَخِ المُؤِنِ ويَربَحَ عَلَيهِ.۱

وبناء على مضمون هذا الحديث، فمن جملة السياسات الاقتصاديّة في الدولة المهدويّة هي تحريم ربح المؤن من المؤن في المعاملات.

ولا يمكن الإفصاح عن رأي قاطع في هذا الصدد بسبب ضعف سند هذا الحديث، ولكن مع الأخذ بنظر الاعتبار أنّ أخذ الربح من المؤن مكروه في عصر الغيبة أيضاً باستثناء بعض الحالات الخاصّة۲، فيمكن القول بأنّ التقدّم الاقتصاديّ في دولة الإمام المهديّ علیه السلام سيغدو بنحو يستغني فيه الناس تدريجيّاً عن أخذ الربح في المعاملات التي تتمّ بغرض خدمة الآخرين فحسب، ويُمنع على المؤن أخذ الربح من المؤن.

ز ـ عمارة الا ٔض

ممّا يطلبه منتظِرو ظهور الإمام المهديّ علیه السلام من اللّه‏ سبحانه هو إعمار المدن في عصر الغيبة،كما نقرأ في دعاء العهد:

وَاعمُرِ اللّهُمَّ بِهِ بِلادَك، وأَحيِ بِهِ عِبادَك، فَإِنَّك قُلتَ وَقَولُك الحَقُّ: «ظَهَرَ الفَسادُ في البَرِّ وَ البَحرِ بِما كسَبَت أيدِي النّاسِ»۳.۴

1.. راجع: ص ۲۶۰ ح ۱۸۸۲.

2.. وأما المكروهة «من آداب التجارة والتكسّب» فأُمور:... ومنها: الربح على المؤمن إلاّ مع الضرورة، أو كان الشراء للتجارة، أو كان اشتراؤه للمتاع أكثر من مئة درهم، فإنّ ربح قوت اليوم منه غير مكروه راجع: تحرير الوسيلة: ج ۱ ص ۵۰۱ المسألة۲۲.

3.. الروم: ۴۱.

4.. راجع: ص ۲۶۰ ح ۱۸۸۴.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8255
صفحه از 483
پرینت  ارسال به