وهذا الدعاء من الأدعية المستجابة قطعاً، إذ لن تبقى بقعة خربة في الأرض ؛ بسبب السياسات والخطط الاقتصاديّة والإعماريّة للدولة المهدويّة إلى جانب الإمدادات الإلهيّة الخاصّة. وقد وصف الإمام الباقر عليهالسلام خصائص عصر حكومة المهديّ علیه السلام في هذا المجال قائلاً:
۰.فَلا يَبقى فِي الأَرضِ خَرابٌ إلاّ قَد عُمِرَ.۱
ح ـ أبعاد الإعمار في عصر الظهور
يتّضح بعد التأمّل في الأحاديث المتقدّمة۲ أنّ للإعمار في عصر الظهور شموليّة متميّزة، وله أبعاد مختلفة نشير إلى أهمّها:
۱ ـ سيعمّ الإعمار في الدولة المهدويّة أرجاء الأرض، بحيث لن تبقى بقعة خربة على وجهها.
۲ ـ اكتساء الأرض لحلّة من الخضار والحياة فريدة من نوعها ؛ نتيجة لتقدّم علم الزراعة والبستنة والسياسات والتخطيط الصحيح، إلى جانب نزول البركات الإلهيّة الخاصّة.
۳ ـ سيُستفاد من طاقات المجتمع وثرواته في إنعاش الزراعة وصناعة آلات الإنتاج بدلاً من استهلاكها في الأسلحة والعتاد الحربيّ، وهذا المنحى المنتج والمفيد يتجلّى بروعة بالتعبير الرمزيّ: تبديل السيف إلى منجل.۳
۴ ـ سيعاد إعمار الأبنية القديمة في المناطق السكنيّة وتُجهّز بوسائل الحياة المناسبة.
۵ ـ ستطهّر البيئة من جميع أنواع التلوّث، وينعم بالحياة الصحيّة النقيّة السالمة ليس البشر فحسب، بل حتّى الحيوانات الصحراويّة والبحريّة أيضاً.