أحاديث معتبرة۱، وعندما يظهر فله أن يتصرّف فيها على أساس المصلحة العامّة للمجتمع الإسلاميّ. قال الإمام الصادق عليهالسلام في هذا الصدد:
كانَ أميرُ المُؤِنينَ عليهالسلام يَقولُ: مَن أحيا أرضاً مِنَ المُؤِنينَ فَهِيَ لَهُ، وعَلَيهِ طَسقُها۲يُؤدّيهِ إلَى الإِمامِ في حالِ الهُدنَةِ، فَإِذا ظَهَرَ القائِمُ عليهالسلام فَليُوَطِّن نَفسَهُ عَلى أن تُؤَذَ مِنهُ.۳
ولا شكّ في أنّ لهذا الإجراء دوراً فاعلاً في منع تكدّس الثروات، وفي إيجاد العدالة الاقتصاديّة.
ج ـ استخدام ثروات الأثرياء
من أُولى إجراءات الإمام المهديّ علیه السلام في بدء القيام هي الاستفادة من مدّخرات وكنوز الأثرياء لتمويل محاربة الظالمين، ونقرأ في حديث بسند معتبر عن الإمام الصادق عليهالسلام:
مُوَسَّعٌ عَلى شيعَتِنا أن يُنفِقوا مِمّا في أيديهِم بِالمَعروفِ، فَإِذا قامَ قائِمُنا حَرَّمَ عَلى كلِّ ذي كَنزٍ كَنزَهُ، حَتّى يَأتِيَهُ بِهِ فَيَستَعينَ بِهِ عَلى عَدُوِّهِ، وَهُوَ قَولُ اللّهِ عز و جل «وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ»۴.۵
ويجدر الالتفات إلى بعض الأُمور في كلام الإمام عليهالسلام:
۱ ـ المقصود من المدّخرات والثروات التي يحرّم الإمام المهديّ علیه السلام التصرّف فيها هي المحلّلة منها ؛ لأنّه لا فرق في حرمة التصرّف في الثروات غير الشرعيّة، سواء كان قبل القيام أم بعده، وبناء عليه فسياسة الإمام هي استرداد الأموال غير الشرعيّة من غاصبيها،