وبصورة عامّة، فبقليل من التأمّل يتجلّى لنا أنّ جميع السياسات الثقافيّة والاجتماعيّة للحكومة المهدويّة ـ الّتي ذُكرت فيما سبق ـ لها دور مؤّر وغير مباشر في التقدّم الاقتصاديّ الراسخ لمجتمع عصر الظهور.
الثاني: السياسات المباشرة
الأمر الجدير بالاهتمام في توضيح السياسات المباشرة والمؤّرة في التقدّم الاقتصاديّ للمجتمع المهدويّ هو تغيّر سياسات الإمام المهديّ علیه السلام وفقاً لما يتناسب مع الظروف الاقتصاديّة للمجتمع، فمثلاً تختلف سياسات الإمام عليهالسلام في التعامل مع أموال الأثرياء في بداية القيام وبعد استقرار الحكومة كما سيأتي توضيحه، وبناء عليه، فأهمّ السياسات التي تؤّي دوراً مباشراً في الازدهار والتقدّم الاقتصاديّ للمجتمع المهدويّ هي:
أ ـ مكافحة الفقر ونشر الرفاهية العامّة
أكثر السياسات الاقتصاديّة أساسيّةً في الدولة المهدويّة هي استئصال جذور الفقر وإيجاد الرفاهية العامّة، وسائر السياسات والبرامج الاقتصاديّة لهذه الحكومة تمهّد لتحقّق هذه المُثل العظيمة للمجتمع الإسلاميّ. وقد أخبرت كثير من الأحاديث عن نجاح هذه السياسة، ويمكن تصنيفها إلى قسمين:
الأوّل: روايات أخبرت على نحو الإطلاق بمجيء زمان لا يوجد فيه محتاج يقبل الصدقة ؛ مثل ما نقل عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال:
۰.لَيَأتِيَنَّ عَلَى النّاسِ زَمانٌ يَطوفُ الرَّجُلُ فيهِ بِالصَّدَقَةِ مِنَ الذَّهَبِ، ثُمَّ لا يَجِدُ أحَداً يَأخُذُها مِنهُ.۱
الثاني: أحاديث بيّنت أنّ هذا الحدث الاقتصاديّ المهمّ سيظهر في دولة الإمام المهديّ علیه السلام ، مثل ما نُقل عن الإمام الصادق عليهالسلام حيث قال: