المهديّ علیه السلام ، فنقل في أحد هذه الأحاديث بسند معتبر عن الإمام الباقر عليهالسلام أنّه قال:
۰.إنَّهُ لَو قَد كانَ ذلِكَ أُعطِيَ الرَّجُلُ مِنكم قُوَّةَ أربَعينَ رَجُلاً.۱
وبديهيّ أنّ هذا المستوى من القدرة الجسميّة في الإنسان ـ كما ورد في نصّ هذا الحديث وغيره من الأحاديث ـ هبة لا تتحقّق إلاّ بعناية إلهيّة خاصّة.
۳. تزايد القدرات الروحيّة للمؤنين
وإضافة إلى القدرات الجسميّة ينال المؤنون في دولة الإمام المهديّ علیه السلام قوّة روحيّة عظيمة أشارت إليها تكملة الحديث المتقدّم، حيث قال الإمام الباقر عليهالسلام:
۰.وجُعِلَت قُلوبُكُم كزُبَرِ الحَديدِ، لَو قُذِفَ بِهَا الجِبالُ لَقَلَعَتها.۲
وجاء في حديث آخر عن الإمام الباقر عليهالسلام:
۰.فَإِذا قامَ قائِمُنا وظَهَرَ مَهدِيُّنا، كانَ الرَّجُلُ أجرَأَ مِن لَيثٍ وأَمضى مِن سِنانٍ.۳
وقد تكرّرت العبارات المذكورة في أحاديث أُخرى أيضاً.
۴. القدرة على الاتّصال بالملائكة
لا تزداد في العصر المثالي لحكومة الإمام المهديّ علیه السلام القدرات الجسميّة والروحيّة والتواصليّة لأهل الإيمان بنحوٍ خارق للطبيعة فحسب، بل الأهمّ من ذلك أنّهم يتمكّنون من الاتّصال بالملائكة، فروي عن الإمام الرضا عليهالسلام أنّه قال:
۰.إذا قامَ القائِمُ يَأمُرُ اللّهُ المَلائِكةَ بِالسَّلامِ عَلَى المُؤِنينَ، وَالجُلوسِ مَعَهُم في مَجالِسِهِم، فَإِذا أرادَ واحِدٌ حاجَةً أرسَلَ القائِمُ مِن بَعضِ المَلائِكَةِ أن يَحمِلَهُ، فَيَحمِلُهُ المَلَكُ حَتّى يَأتِيَ القائِمَ، فَيَقضِيَ حاجَتَهُ ثُمَّ يَرُدَّهُ، ومِنَ المُؤِنينَ مَن يَسيرُ فِي السَّحابِ، ومِنهُم مَن يَطيرُ مَعَ المَلائِكَةِ، ومِنهُم مَن يَمشي مَعَ المَلائِكةِ مَشياً،