327
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس

ومِنهُم مَن يَسبِقُ المَلائِكَةَ، وَمِنهُم مَن تَتَحاكَمُ المَلائِكةُ إلَيهِ، وَالمُؤِنونَ أكرَمُ عَلَى اللّه‏ِ مِنَ المَلائِكةِ، ومِنهُم مَن يُصَيِّرُهُ القائِمُ قاضِياً بَينَ مِئَةِ ألفٍ مِنَ المَلائِكةِ.۱

ولا شكّ في أنّ هذا المستوى من التقدّم في المجتمع الإيمانيّ من الجانب المادّيّ والمعنويّ لا مصدر له إلاّ العناية الإلهيّة الخاصّة، وهو أبرز مصاديق البركات السماويّة التي وعد اللّه‏ المؤنين المتّقين بها في الآية ۹۶ من سورة الأعراف.

1.. دلائل الإمامة: ص ۴۵۴ ح ۴۳۴.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
326

المهديّ علیه السلام ، فنقل في أحد هذه الأحاديث بسند معتبر عن الإمام الباقر عليه‏السلام أنّه قال:

۰.إنَّهُ لَو قَد كانَ ذلِكَ أُعطِيَ الرَّجُلُ مِنكم قُوَّةَ أربَعينَ رَجُلاً.۱

وبديهيّ أنّ هذا المستوى من القدرة الجسميّة في الإنسان ـ كما ورد في نصّ هذا الحديث وغيره من الأحاديث ـ هبة لا تتحقّق إلاّ بعناية إلهيّة خاصّة.

۳. تزايد القدرات الروحيّة للمؤنين

وإضافة إلى القدرات الجسميّة ينال المؤنون في دولة الإمام المهديّ علیه السلام قوّة روحيّة عظيمة أشارت إليها تكملة الحديث المتقدّم، حيث قال الإمام الباقر عليه‏السلام:

۰.وجُعِلَت قُلوبُكُم كزُبَرِ الحَديدِ، لَو قُذِفَ بِهَا الجِبالُ لَقَلَعَتها.۲

وجاء في حديث آخر عن الإمام الباقر عليه‏السلام:

۰.فَإِذا قامَ قائِمُنا وظَهَرَ مَهدِيُّنا، كانَ الرَّجُلُ أجرَأَ مِن لَيثٍ وأَمضى مِن سِنانٍ.۳

وقد تكرّرت العبارات المذكورة في أحاديث أُخرى أيضاً.

۴. القدرة على الاتّصال بالملائكة

لا تزداد في العصر المثالي لحكومة الإمام المهديّ علیه السلام القدرات الجسميّة والروحيّة والتواصليّة لأهل الإيمان بنحوٍ خارق للطبيعة فحسب، بل الأهمّ من ذلك أنّهم يتمكّنون من الاتّصال بالملائكة، فروي عن الإمام الرضا عليه‏السلام أنّه قال:

۰.إذا قامَ القائِمُ يَأمُرُ اللّه‏ُ المَلائِكةَ بِالسَّلامِ عَلَى المُؤِنينَ، وَالجُلوسِ مَعَهُم في مَجالِسِهِم، فَإِذا أرادَ واحِدٌ حاجَةً أرسَلَ القائِمُ مِن بَعضِ المَلائِكَةِ أن يَحمِلَهُ، فَيَحمِلُهُ المَلَكُ حَتّى يَأتِيَ القائِمَ، فَيَقضِيَ حاجَتَهُ ثُمَّ يَرُدَّهُ، ومِنَ المُؤِنينَ مَن يَسيرُ فِي السَّحابِ، ومِنهُم مَن يَطيرُ مَعَ المَلائِكَةِ، ومِنهُم مَن يَمشي مَعَ المَلائِكةِ مَشياً،

1.. راجع: ص ۲۴۸ ح ۱۸۵۵.

2.. راجع: المصدر السابق.

3.. راجع: ص ۲۴۹ ح ۱۸۵۷.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8338
صفحه از 483
پرینت  ارسال به