۱. تزايد القدرة على الاتّصالات

ورد في حديث بسند معتبر عن الإمام الصادق عليه‏السلام أنّه قال:

إنَّ قائِمَنا إذا قامَ مَدَّ اللّه‏ُ عز و جل لِشيعَتِنا في أسماعِهِم وأَبصارِهِم، حَتّى لا يَكونَ بَينَهُم وبَينَ القائِمِ بَريدٌ، يُكلِّمُهُم فَيَسمَعونَ ويَنظُرونَ إلَيهِ وهُوَ في مَكانِهِ.^۱

وقال الإمام الصادق عليه‏السلام في حديث آخر:

۰.إنَّ المُؤِنَ في زَمانِ القائِمِ وهُوَ بِالمَشرِقِ لَيَرى أخاهُ الَّذي فِي المَغرِبِ، وكَذا الَّذي فِي المَغرِبِ يَرى أخاهُ الَّذي فِي المَشرِقِ.^۲

ويمكن تفسير هذه الأحاديث على نحوين:

الأوّل: أن يتمكّن الناس في عصر حكومة الإمام المهديّ علیه السلام من التواصل معه ومع بعضهم باستخدام تقنيّات ذلك العصر، وفي هذه الحالة تقدّم هذه الأحاديث صورة مستقبليّة عن وسائل التواصل في العصر المهدويّ.

الثاني: أن يتمكّن الناس في عصر الظهور من التواصل مع بعضهم بدون الحاجة إلى وسائل اتّصال، مثلما يمتلك بعض أولياء اللّه‏ قدرات سمعيّة وبصريّة خارقة للحدود الطبيعيّة قبل عصر الظهور.

ويبدو أنّ الاحتمال الثاني أقرب إلى ظاهر هذه الروايات، بل الحديث الأوّل صريح تقريباً في هذا المعنى، وفي هذه الحالة تعدّ القدرة على التواصل عن بعد بدون أدوات تقنيّة، عناية إلهيّة خاصّة بمجتمع عصر الظهور.

۲. زيادة القدرات الجسميّة عند المؤنين

تدلّ بعض الأحاديث^۳ على امتلاك المؤنين لقدرات جسميّة خارقة بعد قيام الإمام

مالك الأشتر أيضاً.^۱

إمكانيّة كسب الرضى العامّ في إطار التشريعات

من أهمّ أهداف النظام الإسلاميّ: كسب رضى الشعب في نطاق التشريعات الإسلاميّة، وهو ما سيتحقّق كاملاً في الحكومة المهدويّة.

دور محوريّة العدالة في إيجاد الرضا العامّ

لمحاربة الظلم ومحوريّة العدل أكبر دور في كسب رضى الجماهير، ولذلك امتزج هذان المعنيان في نصّ الحديث المذكور.

كسب رضى سكّان الأرض والسماء

تتغلغل جذور التشريعات الإسلاميّة إلى الفطرة الإنسانية ؛ ولذلك يمكن إحراز رضى عامّة الناس في حدود القيم الدينيّة ؛ والسبب في رضى شعوب العالم بالحكومة المهدويّة ليس إلاّ التنفيذ الصحيح للتشريعات الإسلاميّة، وتأكيد أنّ حكومة الإمام المهديّ علیه السلام تنال رضى سكّان الأرض وأهل السماء فيه إشارة إلى هذا المعنى.

دور الإمدادات الإلهيّة في التقدّم الاجتماعيّ

تنقسم عوامل التقدّم الاجتماعيّ في الحكومة المهدويّة ـ مثل عوامل التقدّم في سائر المجالات^۲ ـ إلى قسمين:

۱ ـ العوامل الظاهريّة: وهي الأُمور التي مرّ ذكرها.

۲ ـ العوامل الباطنيّة: ومنها الثبات على الأُصول والقيم الدينيّة ممّا يستنزل الإمدادات الإلهيّة الخاصّة ـ وفقاً لسنن اللّه‏ ـ في ظهور قدرات فرديّة تناظر المعجزة و تساهم في التقدّم الاجتماعيّ. ونشير فيما يلي إلى أبرزها ممّا ورد في بعض الأحاديث: