إذا قامَ قائِمُنا، أذهَبَ اللّه‏ُ عز و جل عَن شيعَتِنَا العاهَةَ، وجَعَلَ قُلوبَهُم كَزُبَرِ الحَديدِ، وجَعَلَ قُوَّةَ الرَّجُلِ مِنهُم قُوَّةَ أربَعينَ رَجُلاً، ويَكونونَ حُكّامَ الأَرضِ وسَنامَها.^۱

ومع أنّ أسانيد هذه الأحاديث تفتقر إلى الاعتبار اللاّزم، لكنّ مضامينها مقبولة إجمالاً استناداً إلى أجواء الحياة في عصر الظهور.

۴. كسب رضى شعوب العالم

أهمّ أمر في سياسات الإمام المهديّ علیه السلام الاجتماعيّة هو الاهتمام برضى شعوب العالم، ونقلت هذا المعنى وأكّدته عدّة أحاديث في المصادر الشيعيّة والسنّيّة المعتبرة، فروى الشيخ الطوسيّ أحد هذه الأحاديث بالنصّ الآتي:

۰.أُبَشِّرُكُم بِالمَهدِيِّ، يُبعَثُ في أُمَّتي عَلَى اختِلافٍ مِنَ النّاسِ وزِلزالٍ، يَملَأُ الأَرضَ عَدلاً وقِسطاً كَما مُلِئَت جَوراً وظُلماً، يَرضى عَنهُ ساكنُ السَّماءِ وساكنُ الأَرضِ.^۲

هذا الحديث في الحقيقة هو اللاّفتة العريضة للسياسات الاجتماعيّة، بل سياسات حكومة الإمام المهديّ علیه السلام ، ولتوضيحه ينبغي الالتفات إلى الأُمور الآتية:

الحكومة الأكثر شعبيّة

أهمّ خصائص الحكومة المهدويّة هي رضى جميع شعوب العالم بها، وبناء عليه فالحكومة المذكورة ليست مفروضة على أحد، بل هي الأكثر شعبيّة وطالما تمنّاها البشر.

الاهتمام بالرضى العامّ في النظام الإسلاميّ

إنّ تلبية مطالب المجتمع وحاجاته، وكسب رضى الجماهير في حدود القيم الإسلاميّة، أصل أساسيّ في الحكومة المهدويّة ؛ ولذلك ينبغي جريان هذا الأصل في جميع السياسات والبرامج الحكوميّة، وقد أكّد عليه الإمام عليّ عليه‏السلام في أوامره الحكوميّة إلى

وسيبلغ ازدهار العلم ذروته في عصر حكومة الإمام المهديّ علیه السلام ^۱، وخصوصاً علم الصحّة والطبّ الذي يتمتّع بمكانة مشابهة لعلم الأديان في النصوص الإسلاميّة^۲. والانتفاع بهذا العلم إلى جانب الأمن الشامل والاطمئنان النفسيّ والتغذية السليمة، تؤّي بنحو طبيعيّ إلى أن تسود المجتمع العالميّ أفضل الظروف الصحّية في عصر الظهور، ويتمتّع الناس بسلامة تامّة وطول عمر مناسب، ويؤّد ذلك عديد من الأحاديث، نشير فيما يلي إلى خمسة منها:

الأول: عن الإمام عليّ عليه‏السلام في ذكر زمان الإمام المهديّ علیه السلام :

۰.... و تَطولُ الأعمارُ.^۳

الثاني: عن الإمام الصادق عليه‏السلام:

۰.إِنَّ قائِمَنَا إذا قامَ... ويُعَمَّرُ الرَّجُلُ في مُلكِهِ حَتّى يُولَدَ لَهُ ألفُ ذَكرٍ لا يولَدُ فيهِم اُنثى.^۴

الثالث: عن الإمام الباقر عليه‏السلام:

۰.مَن أدرَك قائِمَ أهلِ بَيتي مِن ذي عاهَةٍ بَرِئَ، ومِن ذي ضَعفٍ قَوِيَ.^۵

الرابع: عن الإمام زين العابدين عليه‏السلام:

إذا قامَ القائِمُ أذهَبَ اللّه‏ُ عز و جل عَن كُلِّ مُؤِنٍ العاهَةَ، ورَدَّ إلَيهِ قُوَّتَهُ.

الخامس: عن الإمام زين العابدين عليه‏السلام: