321
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس

للإمام المهديّ علیه السلام ، ولكن استناداً إلى الأصل الكلّي المتقدّم في أنّ السيرة المهدويّة منسجمة مع السيرة النبويّة والعلويّة، فالسياسات الأمنيّة الحكوميّة للإمام المهديّ علیه السلام هي سياسات رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وأمير المؤنين عليه‏السلام بعينها في أيّام حكمهما، وأبرز السياسات المذكورة على نحو الإجمال۱ هي:

أ ـ التخطيط لكسب المعلومات والمعرفة اللاّزمة بالتهديدات الأمنيّة ومسبّبيها.

ب ـ امتلاك وسائل وإمكانيات رادعة للعدو.

ج ـ تقوية القوّات المسلّحة مادّيّاً ومعنويّاً.

د ـ التخطيط لتبديل التهديدات الأمنيّة إلى فرص لنشر الأمن.

ه ـ اجتناب الاشتباكات غير الضروريّة مع العدوّ.

و ـ الحذر من المؤمرات المستهدفة للأمن.

ز ـ مراعاة القيم الأخلاقيّة في كشف المؤمرات المضادّة للأمن.

ح ـ المواجهة القاطعة والجذريّة للتهديدات الأمنيّة.

وربّما اختلفت السياسات الحكوميّة للإمام المهديّ علیه السلام مع سياسات النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله والإمام عليّ عليه‏السلام في بعض الموارد وفقاً لمقتضيات الزمان والمكان في سيرة أهل البيت عليهم‏السلام، لكن لا شكّ في وحدة الأُصول الحاكمة عليها.

۳. الصحّة والعلاج للجميع

الصحّة والعلاج كالأمن هما من المتطلّبات الأوّليّة والحيويّة للمجتمع الإنسانيّ ؛ ولذلك اهتمّت بهما معاً أحاديث أهل البيت عليهم‏السلام، فورد في حديث عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله:

نِعمَتانِ مَكفورَتانِ۲: الأَمنُ وَالعافِيَةُ.۳

1.. للاطّلاع على تفصيل السياسات الأمنيّة للإمام عليّ عليه‏السلام راجع: موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام : ج ۲ص ۳۰۹ القسم الخامس / المدخل / اصول السياسة الأمنيّة و ص ۵۹۸ (القسم الخامس / الفصل الثامن : السياسة الأمنيّة) .

2.. لا تقدّر هاتان النعمتان أو لا تُشكران بسبب غفلة الناس عن عظمتهما راجع: بحار الأنوار: ج ۸۱ ص ۱۷۰.

3.. الخصال : ص ۳۴ ح ۵ نقلاً عن إسماعيل بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم‏السلام ، بحار الأنوار : ج ۸۱ص ۱۷۰ ح ۱ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
320

على سائر المدن التي يقطنها المسلمون أن تتأسّى بهذه المدينة المثاليّة وبأُمّ قرى العالم الإسلاميّ، وعلى المسلمين السعي لتحقيق الأمن اللاّزم في بقيّة البلاد الإسلاميّة، كما سيسود الأمن الكامل جميع أرجاء العالم في عصر الحكومة المهدويّة.

بشارة الأمن الشامل

إحدى البشارات العظيمة التي قدّمها القرآن الكريم للمجتمع الإيمانيّ المثالي هي بلوغ أكمل حالات الأمن:

«وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا».۱

وبيّن الإمام الصادق عليه‏السلام نزول هذه الآية فقال:

۰.نَزَلَت فِي القائِمِ وأَصحابِهِ.۲

فالأمن الشامل في المجالات الفرديّة والاجتماعيّة المختلفة ـ وهو من الأهداف الكبيرة لرسالة الأنبياء وإمامة أوصيائهم ـ لا يتحقّق إلاّ في الحكومة المهدويّة العالميّة التي هي المظهر الكامل لحكومة الإسلام الأصيل.

والناس في المجتمع المهدويّ لايأمنون من ظلم الآخرين فحسب، بل ومن شرّ الحيوانات المفترسة واللاّدغة أيضاً، ويستتبّ الأمان أيضاً بين الحيوانات البرّية والأليفة حتّى لَيَرعى الذئبُ القطيع!۳

السياسات الأمنيّة

على الرغم من عدم توفّر روايات واضحة عن أهل البيت عليهم‏السلام تخبر بالسياسات الأمنيّة

1.. النور: ۵۵.

2.. راجع: ص ۲۳۷ ح ۱۸۳۰.

3.. راجع: ص ۲۳۷ الفصل الرابع / نشر الأمن.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8117
صفحه از 483
پرینت  ارسال به