قال للإمام الصادق عليهالسلام: نخشى ألا نكون مؤنين؟ قال: ولِمَ ذاك؟ قال: ذلكَ أنّا لا نَجِدُ فينا مَن يكونُ أخوهُ آثرُ من دِرهَمهِ وديناره، ونَجِدُ الدّينارَ والدِّرهَمَ آثرَ عِندنا من أخٍ قَد جمعَ بينَنا وبينَهُ موالاةُ أميرِ المؤنينَ عليهالسلام ! فقال عليهالسلام:
۰.كَلاّ، إنَّكُم مُؤِنونَ، ولكن لا يَكمُلُ إيمانُكُم حَتّى يَخرُجَ قائِمُنا، فَعِندَها يَجمَعُ اللّهُ أحلامَكُم فَتَكونونَ مُؤِنينَ كامِلينَ.۱
وجاء في حديث آخر عن الإمام الصادق عليهالسلام:
إنَّ أصحابَ القائِمِ عليهالسلام يَلقى بَعضُهُم بَعضاً كَأَنَّهُم بَنو أبٍ وَأُمٍّ، وإنِ افتَرَقَوا عِشاءً التَقَوا غُدوَةً.۲
وبذلك تأخذ المودّة مكان العداوة في عصر الظهور۳، وتتوثّق العلاقات الاجتماعيّة الأخويّة بين أصحاب الإمام المهديّ علیه السلام إلى درجة كبيرة بحيث عندما يحتاج أحدهم مالاً يأخذه من جيب أخيه في الدين وهو لايمانع.۴
وبعبارة أُخرى: يجرّب المجتمع المهدويّ حياة أهل الجنّة في عصر حكومة الإمام المهديّ علیه السلام ، كما قال اللّه في وصف أهل الجنّة:
«وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ».۵
۲. توفير الأمن الشامل
الأمن أحد المتطلّبات الأوّليّة والحيويّة لكلّ مجتمع، ويحظى بأهمّية ومكانة متميّزة في النظام الإلهيّ السياسيّ الإسلاميّ.۶