جَمرِ الغَضى۱، أولئِكَ مَصابيحُ الدُّجى، يُنجيهِمُ اللّهُ مِن كُلِّ فِتنَةٍ غَبراءَ مُظلِمَةٍ.۲
ويبدو أنّ قصد النبيّ صلىاللهعليهوآله من الرجال العظماء الذين سمّاهم في هذا الحديث وأمثاله بإخوانه، هم الذين بيّن اللّه سبحانه صفاتهم في هذه الآية:
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لاَئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ».۳
وفي هذه الآية هدّد اللّه سبحانه جماعة من صحابة النبيّ صلىاللهعليهوآله الذين لم يثبتوا على عقيدتهم الدينيّة والدفاع عن القيم الإسلاميّة، وصرّح بأنّه سيهبّ جماعة إلى نصرة هذا الدين في المستقبل، يحبّهم اللّه ويحبّونه أيضاً، رحماء بالمؤنين متواضعون لهم، أعزّة وحازمون مع الكافرين المعاندين، ويجاهدون في سبيل تحقيق القيم الدينيّة، ولا يخافون لومة لائم.۴
ولا شكّ في أنّ أتمّ مصاديق هذا الإخبار هم أصحاب الإمام المهديّ علیه السلام ، بل ورد في تفسير القمّي في ذيل قوله تعالى: «يُحِبُّهُم وَيُحِبُّونَهُ»:
نَزَلَت في القائِمِ عليهالسلام وَأصحابِهِ: «يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لاَئِمٍ».۵
ويتبوّأ أنصار الإمام المهديّ علیه السلام أعلى مراتب الأُخوّة الدينيّة؛ لاكتمال عقولهم وإيمانهم، بحيث يستحقّون أن يسمّيهم النبيّ بإخوانه. نقل في حديث بسند معتبر عن زيد الزرّاد أنّه